الجواب: أمَّا الرِّجال فلا يجوزُ لهم ذلك إلَّا في أقصى ضرورة، ولا أرى أنَّ هناك ضرورة تدعو لذلك؛ لكثرة الأشياء التي تقوم مقام الذَّهَب، وربَّما تكون أفضل.
وأمَّا المرأة فلا مانع من أن تُصْلِح شيئاً من أسنانها بالذَّهَب، أو تربط أسنانها بالذَّهَب؛ لأنَّ التجَمُّل والتَّحَلِّي بالذَّهَب مباحٌ لها، مع أنَّ غير الذَّهَب أفضل وأحسن، ولا داعي أن تجعل المرأة في الأسنان ذَهَباً، مع أنَّ هناك من الأشياء الصالحة ما يَحِلُّ مَحلَّ الذَّهَب، ويقوم مقامه، بالإضافة إلى كونه قويًّا ونظيفاً، فهو جميل أيضاً، وإذا كان مع الإنسان ذَهَبٌ زائدٌ يبحث عمَّن يعطيه أو يتصدَّق به للمحتاجين، فأبواب الخير كثيرةٌ، وطُرُق الإصلاح مُتعدِّدة، والفقراء أكثر من الأغنياء.
[ثمر الغصون من فتاوى ابن غصون (١٢/ ٢٠٦)]
* * *
اتِّخَاذُ سِنٍّ أَوْ أَنْفٍ مِنْ ذَهَبٍ
(١١٧٢) السؤال: ما حُكْمُ وَضْع سِنِّ ذَهَبٍ، أو وَضْع شيءٍ مِنَ الذَّهَب في الأنف؟ وهل تُزال بعد الموت؟
الجواب: ورد في حديث عَرْفَجَة (أَنَّه قُطِعَ أَنْفُهُ فِي الْجِهَادِ، فَاتَّخَذَ أَنْفًا مِنْ فِضَّةٍ فَأَنْتَنَ عَلَيْهِ، فَرَخَّصَ لَهُ رَسُوُلُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ يَتَّخِذَ أَنْفًا مِنْ ذَهَبٍ)، ومعناه أن يصنع له موضع الأنف المقطوع مثله من الذَّهَب؛ لئلَّا يَقْبُح مَنْظَرُه بدون أنفٍ، وليَتِمَّ خَلْقُه، وكذا يجوز اتِّخاذ الأسنان من ذَهَبٍ؛ فقد ورد عن بعض الصحابة أنَّهم ربطوا أسنانهم بأشرطةٍ من ذَهَبٍ، وذلك عند الحاجة، إذا لم يصلح له السِّنُّ من وَرِقٍ أو عَظْمٍ أو نحوه. ثمَّ بعد الموت يجوز أخذها من الفَم والأنف إن لم يَشُقَّ ذلك، فإن خِيفَ تَشَوُّه الخِلْقَة بأن يَبْقَى الفَمُ مفتوحاً ونحوه، جاز تركه، والله أعلم.