وهكذا كُلُّ مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ؛ كالعُقابِ، والبَازِ، والصَّقْرِ، وما أشبهها، ممَّا له مِخْلَبٌ يصيدُ به؛ فالرسول حرَّم ذلك -عليه الصلاة والسلام-، كلُّ ضارٍّ يَضُرُّ؛ كالحشيشة تُسْكِرُ، الخَمْرُ، الدُّخَّانُ، القَاتُ، الشيء الذي يَضُرُّ أو يُسْكِرُ يُزيلُ العقلَ يجبُ تَرْكُهُ.
[الفتاوى الصوتية للشيخ ابن باز (الموقع)]
* * *
الحَيوانَاتُ التي يَحْرُمُ أَكْلُها
(٥) السؤال: أريد معرفة الحيوانات البرِّيَّة والبحريَّة التي يَحرُمُ أكلُها؛ فقد سمعتُ أنَّه يجوزُ أكلُ السُّلْحفاةِ مثلاً، والضَّفادع؛ فهل هذا صحيح؟
الجواب: أوَّلًا يجبُ أنْ نعلمَ أنَّ (الأصل في الأطعمة الحِلُّ، إلَّا ما قام الدليل على تحريمه)، وإذا شَكَكْنا في شيءٍ ما هل هو حلالٌ أم حرامٌ؟ فإنَّه حلالٌ حتَّى نَتَبيَّن أنَّه مُحرَّمٌ، دليل ذلك قوله تعالى:{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا}[البقرة: ٢٩]. فإنَّ قوله:{خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} يشمل كلَّ شيء في الأرض؛ من حيوان، ونباتٍ، ولِباسٍ وغير ذلك.
وقال تعالى:{وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ}[الجاثية: ١٣]، وقال النَّبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام:(مَا سَكَتَ عَنْهُ فَهُو عَفْوٌ)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللهَ فَرَضَ فَرَائِضَ، فَلَا تُضَيِّعُوهَا، وَحَّدَ حُدُوداً، فَلَا تَعْتَدُوهَا، وَسَكَتَ عَنْ أَشْيَاءَ رَحْمةً بِكُمْ غَيْرَ نِسْيَانٍ، فَلَا تَبْحَثُوا عَنْهَا).
وعلى هذا؛ (فالأصل في جميع الحيوانات الحِلُّ حتَّى يقوم دليل التحريم)، فمن الأشياء المُحرَّمة:
- الحُمُرُ الإنسيَّة؛ لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (أَمَرَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- أَبَا طَلْحَةَ يَوْمَ خَيْبَرَ أَنْ يُنَاَدِي: إِنَّ اللهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمْ عَنْ لُحُومِ الحُمُرِ