للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يتساهل فيما حَرَّم الله، وإن خَفِيَت عليه الحكمة، نحن مؤمنون موقنون أنَّ ربَّنا حكيمٌ عليمٌ، وأنَّه -سبحانه- لم يُحرِّم شيئاً عبثاً أبداً، ولم يأمر بشيء عبثاً أبداً، بل كلُّ ما أمر به فهو على محض الحكمة، وكلُّ ما نهى عنه فهو على محض الحكمة، وإن جهلنا الأسرار والحِكَم فنحن مطمئنُّون أنَّ ربَّنا حكيمٌ عليمٌ في كلِّ ما يُشَرِّعُه لعباده، وفي كُلِّ ما يُقَدِّره ويَقْضِيه، وفي كَلِّ ما يُحرِّمه ويأمر به -سبحانه وتعالى-، فعليك أن تلتزم بشرع الله، وإن لم تعرف الحِكْمَة والسبب فيما تأتي وفيما تَذَرُ ممَّا أمر الله به ورسوله، والله المستعان.

[الفتاوى الصوتية للشيخ ابن باز (الموقع)]

* * *

العَمَلُ بِطَهْي لَحْمِ الخِنْزِيرِ

(١٢٠٣) السؤال: أعملُ طبَّاخاً لدى شركةٍ أجنبيَّةٍ، وأقوم بطَهْي لحم الخنزير رغم يقيني بحُرْمَتِه، عِلْماً بأنَّي لا أذوقه ولا أُقدِّمه للعمَّال المسلمين، هل عليَّ إثمٌ من طَبْخِه وتقديمه للأجانب؟

الجواب: نعم، نعم، ليس لك ذلك، الله يقول سبحانه: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: ٢]، وطبخ الخنزير وتقديمه للضيوف أو لمن استعملك في هذا الشيء منكرٌ، ومعاونةٌ على منكرٍ؛ لأنَّ اللهَ حَرَّم عليهم الخنزير كما حَرَّمه على المسلمين، فليس لك أن تُعينهم على ما حَرَّم الله، كما أنَّك ليس لك أن تُعينهم على الشِّرْك، وعبادة عيسى عليه الصَّلاة والسَّلام، وليس لك أن تُعينهم على شُرْب الخَمْر ولا غيرها من المعاصي، فهكذا طَبْخ الخنزير، وتقديمه لهم أو للضيوف كُلُّه منكرٌ، فالواجب عليك الحذر من ذلك، والاستقالة، والبُعْد عنهم، إذا كنت صادقاً في إسلامك، نسأل الله لنا ولك الهداية.

[الفتاوى الصوتية للشيخ ابن باز (الموقع)]

<<  <  ج: ص:  >  >>