للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والعاقبة الحميدة، إذا صَدَّقت الله، وأَخْلَصْت النيَّة له، وتركت ما حَرَّم الله عليك، فأَبْشِرْ سوف يؤتيك الله من فِضْلِه، ويُسهِّلَ لك عملاً طيَّباً مباحاً بسبب تقواك له، وتَرْكِكَ ما يُغْضِبه تقرَّباً إليه، وطاعة له، والتماساً لمرضاته، وحَذراً من غضبه وعقابه، وعليك أن تؤمن أنَّ ربَّك صادقٌ، وهو أصدق القائلين القائل سبحانه: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا} [النساء: ٨٧]، {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} [النساء: ١٢٢]، {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}، فإذا كنت تتيقَّن أنَّ هذا كلام الله، وتُصَدِّق أنَّ هذا كلام الله فأَبْشِرْ بالخير، وهكذا الآية الأخرى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}، والله يقول: {(٤) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (٥) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ} [الشرح: ٥ - ٦]، ويقول النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: (وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)، فأوصيك بتقوى الله، والحرص على طلب الحلال، والحذر من بيع الحرام واكتساب الحَرَام، لا مع النصارى ولا مع غيرهم من الناس، يَسَّر الله أمرك، وقضى حاجتك، ومنحك العِلْم النافع والعمل الصالح، وهدانا جميعاً صراطه المستقيم.

المذيع: جزاكم الله خيراً، أخونا يسأل لماذا حُرِّم لحم الخنزير شيخ عبد العزيز؟

الشيخ: حرَّمه الله لحكمةٍ بالغة، وهو أعلم -سبحانه وتعالى- يقول عزَّ وجلَّ: {إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} [الأنعام: ٨٣]، ويقول سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء: ١١]. ولولا ما فيه من مَضرَّة ما حَرَّمه الله، وقد ذَكَر الناسُ أشياءَ في عِلَل تحريمه ليس لنا حاجة في ذلك، يكفينا أنَّ الله حَرَّم ذلك، ولا شكَّ أنَّ فيه مضارَّ و [شروراً]، وإن تساهل فيها النصارى أو عالجوها بأشياء، ما ينبغي لعاقل أن

<<  <  ج: ص:  >  >>