للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أولاً: الخَمْر:

حُكمُ الخَمْر ودَليلُه

(٢٧٠) السؤال: ما هو حُكمُ الخَمْرِ، وما دليلُ تحريمه في القرآن؟

الجواب: كرَّم الله الإنسان وفضَّله على سائر المخلوقات وأنعم عليه بنعمة العَقْل وجعله مناطاً للتكليف؛ إذ إنَّ به يمكن الإدراك والتمييز بين النافع والضارِّ، والحَسَن والقَبيح، والخَير والشَّرِّ.

وحفظ العَقْل من مقاصد الشريعة الإسلاميَّة التي أطلق عليها الفقهاء الضرورات الخمس؛ وهي: حفظ الدِّين، وحفظ النَّفْس، وحفظ العَقْل، وحفظ العِرْض، وحفظ المَال.

وإذا كان حفظ العَقْل وسلامته من بين هذه الضرورات فقد حَرَّم الإسلام المُوبِقات والمُفسِدات، وكُلَّ ما يُذْهِبُ العَقْل أو يفسدُه من مطعوم أو مشروب، وفي مقدِّمة المُوبقات المُفسدات المُهلكات أمُّ الخبائث الخَمْر، وقد ثبت تحريمها بالقرآن الكريم والسُّنَّة وبالإجماع.

ففي القرآن؛ قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٩٠) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: ٩٠ - ٩١]، تعبير القرآن في هذه الآية بقوله: {فَاجْتَنِبُوهُ} آكد في التحريم؛ لأنَّ هذا اللفظ دالٌّ صراحةً على تحريم الاقتراب من الخُمور ومجالسها، فما بالك بشربها!

وفي السُّنة قوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم فيما أخرجه مسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال: (كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ)، وقد فسَّر سيِّدنا عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه

<<  <  ج: ص:  >  >>