للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أسئلة؛ نسأل: هل الذبيحة مُلْكٌ للذَّابح أو لا؟ فإذا قالوا: مُلْكاً، قلنا: بأيِّ وجهٍ مَلَكَها؟ هل اشتراها أو استوهَبَها أو سَرَقها؟ ثمَّ نسأل بعد ذلك الأوَّل كيف مَلَكَها؟ ثمَّ تتسلسل، لكن الحمد لله، اللهُ وسَّع وقطع دابر هذا التساؤل بألَّا نسأل.

كان اليهود يُهدون إلى الرسول عليه الصَّلاة والسَّلام اللحم ويأكل دون أن يسأل، وكان يدعوه اليهوديُّ إلى خُبزِ شَعيرٍ وإِهالَةٍ سَنِخَةٍ (١)، لا يسأل عن هذه الإهالة كيف ذُبِحَتْ، وخَيْرُ الهَدْي هَدْيُ محمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-.

وأمَّا ما يتناقله بعض الناس من اللُّحوم الواردة إلى أسواقنا بأنَّها لم تُذبح على طريقة شرعيَّة، فهذا خطأ، وهذا وسواس، ولا ينبغي أن يُروَّجَ هذا بين الناس، فيبقى المؤمن يأكلُ الأكلَ من اللحم ويشكُّ في حِلِّه. دعوا الناس.

ثمَّ الذي يَرِدُ إلى بلادنا والحمد لله مزكَّى من قِبَلِ لِجَانٍ هناك عند المذابح التي في البلاد الأخرى، تُذبَحُ على حسب الطريقة الشرعيَّة.

[لقاءات الباب المفتوح - ابن عثيمين (رقم ٢٣٤)]

* * *

الأَصْلُ في حَيْوانِ البَحْرِ

(٢) السؤال: من أين يؤخذ حكم حُرْمَة أكل الحيوان البحري الذي يقتات بالجثث المتفسِّخة؟

الجواب: الأصلُ في حيوان البحر حِلُّ أكله؛ لعموم قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ} [المائدة: ٩٦]، حتَّى يثبت ما ينقل عنه، ويؤيِّد ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في البحر: (هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ الحِلُّ مَيْتَتُهُ). سنن الترمذي (الطهارة ٦٩)، سنن النسائي (المياه ٣٣٢).

[فتاوى اللجنة الدائمة (رقم ١١٧٨٠)]

* * *


(١) إهالة سَنِخَة: أي دُهْنٌ مُتغيِّر الرائحة. انظر: غريب الحديث لابن الجوزي (١/ ٥٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>