للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأيضاً؛ فقد طاف النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بالبيت على بعيره مع إمكان أن يَبول البعير.

وأيضاً؛ فما زال المسلمون يَدوسون حُبوبَهم بالبقر مع كثرة ما يقع في الحَبِّ من البَوْل وأخْباث البقر.

وأيضاً؛ فإنَّ (الأصلَ في الأَعْيانِ الطَّهارةُ)؛ فلا يجوز التَّنْجيس إلَّا بدليلٍ، ولا دليل على النَّجاسة؛ إذ ليس في ذلك نصٌّ، ولا إجماعٌ، ولا قياسٌ صحيحٌ.

[مجموع فتاوى ابن تيمية (٢١/ ٦١٣ - ٦١٥)]

* * *

(٧٨٣) السؤال: يقول السائل: نُعرِّفُكم بأنَّنا نعمل في الصحراء رُعاةً للإِبِل، ونشكُّ في طُهْرِنا؛ لأنَّنا بعض المرَّات نتوضَّأ بلا أحذية -أجلَّكم الله- ونَدوسُ على فَضَلات الإِبِل، وأحياناً نُصلِّي عليها، وسمعنا من بعض الناس أنَّ أيَّ شيءٍ تَصِلُ إليه الشمس فهو طاهرٌ، فحدِّثونا عن الحُكْم الصحيح وفَّقَكم الله.

الجواب: دَوْسُ أبوال الإبل وأرْوَاث الإبل لا يضرُّ؛ لأنَّ أرواثها طاهرةٌ، وبَوْلها طاهرٌ، وهكذا الغَنَم والبَقْر وبقيَّة مَأْكولي اللَّحم، فلا يضرُّكم ما يُصيب أرْجُلَكم من ذلك، ولا ينبغي لكم الشكُّ بلا دليل، فالأصل الطَّهارة، فما أصاب الأَرْجُل ممَّا لا تعرفون، الأصلُ فيه الطهارة حتَّى تعلموا النَّجاسة، فإذا عَلِمْتم النَّجاسة فاغْسِلوا الرِّجْل عمَّا أصابها، والحمد لله. وعليكم بالحذر من الوسوسة وسوء الظنِّ.

أمَّا الشمس فلا تُطهِّر الأرض، بل لا بُدَّ من صَبِّ الماء على البَوْل، إن كان فيها بَوْلٌ يُصَبُّ عليه الماء، ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنَّ أعرابيًّا دَخَلَ المَسْجِدَ -مسجد النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَبَالَ فِيهِ، فَأَمَرَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أنْ يُصَبَّ عَلَى بَوْلِهِ سَجْلًا مِنْ مَاءٍ، ولمَّا هَمَّ الصَّحابةُ بزَجْرِه قال عليه الصَّلاة والسَّلام: (لَا تُزْرِمُوهُ)، ثمَّ لمَّا فَرَغَ دَعاهُ وعَلَّمه عليه الصَّلاة والسَّلام، قال: (إِنَّ

<<  <  ج: ص:  >  >>