تمكننا فنضرب أعناقهم، فتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من العباس فيضرب عنقه، وتمكني من فلان (نسيب لعمر) فأضرب عنقه، فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديده، فهوي رسول الله ما قاله أبو بكر ولم يهو ما قلت، فلما كان من الغد جئت فإذا رسول الله صلّى الله عليه وسلم وأبو بكر يبكيان، فقلت يا رسول الله أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك، فإن وجدت بكاء بكيت، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكا كما، فقال صلّى الله عليه وسلم أبكي على أصحابك من أخذهم الفداء، لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة لشجرة قريبة من نبي الله، فأنزل الله هذه الآية إلى (فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ) فأحل الله الغنيمة لهم. ذكره الحميدي في مسنده عن عمر بن الخطاب بزيادة فيه، وأخرجه الترمذي بزيادة أيضا وهي قوله صلّى الله عليه وسلم إن مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم، قال (فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي) الآية ٢٦ من سورة إبراهيم في ج ٢ ومثل عيسى قال (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ) الآية ١١٨ من سورة المائدة الآتية، ومثلك يا عمر كمثل نوح (قال رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً) الآية ٢٦ من سورة نوح في ج ٢، ومثلك يا عبد الله بن رواح كمثل موسى (قال رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ) الآية ٨٨ من سورة يونس ج ٢ وذلك لأنه قال حينما استشاره الرسول صلّى الله عليه وسلم في أسرى بدر قال يا رسول الله انظر واديا كثير الحطب فادخلهم فيه ثم اضرم عليهم نارا. ولا دليل في هذا الآية على عدم عصمة الأنبياء كما قاله بعض العلماء، لأن الأنبياء معصومون من الخطأ، وما فعله حضرة الرسول من أخذ الفداء مطلق اجتهاد في حد الإثخان لأنه قتل يوم بدر سبعون وأسر سبعون من عظماء المشركين، وكان هذا بالنسبة لنظر الأصحاب الذين أشاروا على حضرة الرسول بأخذ الفداء وبالنسبة لذلك الزم والعدوّ المنازل جدير بأن يسمى اثخانا، لأن الإثخان ليس إهلاك من في الأرض في يقينهم، فكان قبولهم الفداء اجتهادا منهم بأن ذلك كاف لإيقاع الرهبة الأعداء، والمجتهد لا يؤاخذ باجتهاده لأنه قد يخطىء ويصيب، وأجمعت الأمة:
أن الاجتهاد لا ينقض بمثله، فلم ير رسول الله ترجيح اجتهاد عمر وأصحابه على رأى أبي بكر وأصحابه، لأنه لم يقدم على ما فعله من أخذ الفداء استبدادا بل عن روى