والله ما ناولت للحب خاتما ... ولا قلما مبرى ولا بست عينه
ولا آلة للقطع توجب فرقة ... فما سبب التفريق بيني وبينه
وانجر هذا التقليد إلى تقليدهم بالزفاف أيضا، إذ صار الزوج ليلة الزواج يأتي بسيارته إلى بيت العرس فيدخل بين النسوة والبنات الأجانب إليها، فيجلس معها ثم يأخذها ويركبها بسيارته ويذهب بها إلى بيته سافرة خالعة بدل أن كانت تزف إلى بيته من قبل النسوة فقط مستورة لا يراها غيره، ثم انجر إلى تقليد آخر، فإنه صبيحة الدخول بها يأخذها ويذهب بها لبلد آخر ويبقى معها شهرا يسمونه شهر العسل بدل أن يبقى في بلده بين أهله وأقاربه يسرون بزواجه ويباركون لهما في بيتهما القريب والبعيد، ويتركون وليمة العرس، ويحرمون من التمتع وأنظار العامة، وتراهما يكشفان الستار ويطرحان العار، ويضع أحدهما يده بيد صاحبه ويمشيان بالأسواق نابذين وصية الله وراء ظهورهما بإظهار التبرج ومخالطة الأجانب وطرح المروءة والشهامة، وقد يفعل بعض هذا الذين يذهبون إلى المصايف، وقد يفعلون المنكرات ويظنون أن لا يطلع عليهم أحد من أهل بلدهم، ولا يبالون باطلاع غيرهم كبعض النساء اللاتي لا يبالين بمقابلة الجمال والبدوي والعامل والصائغ والتاجر، ويغطين من جارهن وقريبهن، وكل هذا مخالف للشريعة الغراء التي هي بمصلحة الناس، فهم يخشون الناس ولا يخشون الله، وقال صلّى الله عليه وسلم: استحيوا من الله استحياءكم من رجلين من صالحي قومكم. وقال استحيوا من الله حق الحياء.
الحديث، لأن الحياء من الإيمان، قاتل الله هؤلاء وقاتل أولياءهن، وهذا بعض ما سرى إلينا من الأجانب وحبذه بعض شبابنا ومن فقد الأخلاق الكريمة من غيرهم، فالأمر لله الواحد القهار. ثم شرع جل شأنه يؤدب المؤمنين عما لا يليق وقوعه منهم بقوله عز قوله «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ» من قبله «إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ» وقته أي إدراكه ونضجه «وَلكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا» إلى منازلكم أو غيرها أي اخرجوا عنه وتفرقوا لا تبقوا جالسين «وَلا» تديموا