للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(١١) باب كراهة الاختصار فى الصلاة]

٤٦ - (٥٤٥) وَحَدَّثَنِى الحَكَمُ بْنُ مُوسَى القَنْطَرِىُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ المُبَارَكِ. ح قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ وَأَبُو أُسَامَةَ، جَمِيعًا عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُصَلى الرَّجُلُ مُخْتَصِرًا. وَفِى رِوَايَةِ أَبِى بَكْرٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

ــ

ونهيه - عليه السلام - أن يصلى الرجل مختصراً، قال الإمام: قال الهروى: قيل: هو أن يأخذ بيده عصاً يتوكأ عليها (١)، وقيل: هو أن يقرأ من آخر السورة آية أو آيتين ولا يقرؤها فى فرضه بكمالها، كذا رواه ابن سيرين عن أبى هريرة، ورواه غيره: " متخصِّراً " (٢)، ومعناه: أن يصلى ويضع يده على خصره (٣)، ومنه الحديث: " الاختصار راحة أهل النار " (٤)، " ونهى عن اختصار السجدة " (٥)، ويفسر على وجهين: أحدهما: أن يختصر الآيات التى فيها السجدة ويسجد فيها، والثانى: أن يقرأ سورة فإذا انتهى إلى السجدة جاوزها ولم يسجد لها، ومنه أخذ مختصرات الطرق.

قال القاضى - رحمه الله - وقيل: كره الاختصار فى الصلاة " لأنه فعل اليهود (٦)، وقيل: إن هذا هو معنى ما جاء فى الحديث " أنها راحة أهل النار " (٧) يعنى: راحة اليهود، وهم أهل النار (٨)، وإلا فليس لأهل النار راحة، وقيل: لأن الشيطان يحضر (٩) ذلك (١٠)،


(١) ويرده ما جاء فى الحديث عن عطاء قال: كان أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتوكؤون على العِصىِّ فى الصلاة. السنن الكبرى للبيهقى ٢/ ٢٨٩.
(٢) بهذا اللفظ والإسناد نفسه أخرجه ابن أبى شيبة ٢/ ٤٨.
(٣) فى ت: خاصرته والأولى والأدق خاصرتيه، هكذا جاءت رواية ابن أبى شيبة.
(٤) أخرجه البيهقى عن ابن سيرين عن أبى هريرة ٢/ ٢٨٧، والطبرانى فى الأوسط، وأخرجه ابن أبى شيبة فى مصنفه موقوفاً على مجاهد بلفظ: " وضع اليدين على الحقو استراحة أهل النار " ٢/ ٤٧، وأخرجه كذلك عبد الرزاق فى ك الصلاة، ب وضع الرجل يده فى خاصرته فى الصلاة (٣٣٤٢)، وقال الهيثمى فى مجمع الزوائد: رواه الطبرانى فى الأوسط، وفيه عبد الله بن الأزور، ضعفه الأزدى وذكر له هذا الحديث وضعفه به. مجمع ٢/ ٨٥.
(٥) لم أقف عليه.
(٦) أخرجه ابن أبى شيبة عن مسروق عن عائشة أنها كرهت الاختصار فى الصلاة وقالت: لا تشبهوا باليهود. ٢/ ٤٨، وكذا عبد الرزاق ٣٣٣٨.
(٧) فى ابن أبى شيبة عن مجاهد: استراحة ٢/ ٤٧.
(٨) عن خالد بن معدان عن عائشة أنها رأت رجلاً واضعاً يده على خاصرته فقالت: هكذا أهل النار فى النار. المصنف ٢/ ٤٧.
(٩) فى ت: يختصر وهو خطأ.
(١٠) هو قول ابن عباس فيما أخرجه ابن أبى شيبة من طريقه عنه ٢/ ٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>