للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٢٧) باب كتب النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى ملوك الكفار يدعوهم إلى الله عز وجل

٧٥ - (١٧٧٤) حدَّثنى يُوسُفُ بْنُ حَمَّادٍ المَعْنِى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ؛ أَنَّ نَبِىَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ إِلَى كِسْرَى، وَإِلَى قَيْصَرَ، وَإِلَى النَّجَاشِى، وَإِلَى كُلّ جَبَّارٍ، يَدْعُوهُمْ إِلَى اللهِ تَعَالَى، وَليْسَ بِالنَّجَاشِى الَّذِى صَلَّى عَلَيْهِ النَّبِىُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

(...) وحدَّثناه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الرُّزِّىُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنِ النَّبِىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ. وَلَمْ يَقُلْ: وَليْسَ بِالنَّجَاشِى الَّذِى صَلَّى عَلَيْهِ النَّبِىُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

(...) وَحَدَّثَنِيهِ نَصْرُ بْنُ عَلِىٍّ الجَهْضَمِىُّ، أَخْبَرَنِى أَبِى، حَدَّثَنِى خَالِدُ بْنُ قَيْسٍ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ. وَلَمْ يَذْكُرْ: وَلَيْسَ بِالنَّجَاشِى الَّذِى صَلَّى عَلَيْهِ النَّبِىُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (١).

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


(١) ترك القاضى هذا الحديث وكذلك الإمام، وقال الأبى: فى قوله: " كتب إلى كسرى وإلى قيصر وإلى النجاشى ": قال: قلت: فى السير من زيادات ابن هشام أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج على أصحابه ذات يوم بعد العمرة التى صد عنها يوم الحديبية، فقال: " أيها الناس، إن الله بعثنى رحمة وكافة، فأدوا عنى يرحمكم الله، فلاتختلفوا علىَّ كما اختلف الحواريون على عيسى ". قيل: وكيف اختلفوا يا رسول الله؟ قال: " دعاهم إلى الذى دعوتكم إليه، فأما من بعثه مبعثاً قريباً فرضى، وأما من بعثه مبعثاً بعيداً فكره وجهه وتثاقل، فشكا ذلك عيسى - عليه السلام - إلى الله، فأصبح المتثاقلون وكل واحد منهم يتكلم بلغة الأمة التى بعث إليها، فكتب إلى كسرى وقيصر والنجاشى ". وهذه ألقاب على ملوك هذه الطوائف. فكسرى، بفتح الكاف وكسرها، هو لقب لكل ملك من ملوك الفرس وكان حينئذ اسمه " برويز " والذى ذهب إلى كسرى عبد الله السهمى فمزق الكتاب فمزقه الله. وقيصر لقب لملك الروم، وكان حينئذ اسمه " هرقل " والصحيح أنه لم يسلم كما مر فى الباب السابق. والنجاشى لكل من ملك الحبشة، وكان اسمه " أصحمة "، وبعث إليه عمرو بن أمية، وأسلم النجاشى، وكان وكيله على أم حبيبة.
قوله: " وإلى كل جبار " أى هو من العام المخصوص؛ لأنه بعث إلى المقوقس صاحب الأسكندرية، والى المنذر بن ساوى صاحب هجر، وإلى هودة بن على صاحب اليمامة وغيرهم.
وقوله:" وليس بالنجاشى الذى صلى عليه النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ": يريد أن يقول: إن النجاشى الذى صلى عليه النبى ليس بجبار، بل ثبت إسلامه، وصلاة النبى عليه - كما سبق فى مسلم. قال النووى: هذه أسانيد ثلاثة كلهم بصريون ما خلا " محمد بن عبد الله الرُّزى " بصرى بغدادى. وفيه جواز مكاتبة الكفار، ودعاؤهم إلى الإسلام، والعمل بالكتاب وبخبر الواحد - والله أعلم.
انظر: الأبى ٥/ ١٠٤ بتصرف، النووى ١٢/ ١١٢ بتصرف، ابن هشام ٢/ ٦٠٦ بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>