للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(١١) باب فى الفأر وأنه مسخ]

٦١ - (٢٩٩٧) حدّثنا إسْحَاقُ بْنُ إبْرَاهِيمَ وَمُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى العَنَزِىُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الرُّزِّىُّ، جَمِيعًا عَنِ الثَّقَفِىِّ - وَاللَّفْظُ لابْنِ المُثَنَّى - حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ، حَدَّثَنَا خَالَدٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أبِى هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فُقِدَتْ أمَّةٌ مِنْ بَنِى إسْرَائيلَ، لا يُدْرَى مَا فَعَلَتْ، وَلا أرَاهَا إلا الفَأرَ، ألا تَرَوْنَهَا إذَا وَضِعَ لَهَا ألْبَانُ الإبِلِ لَمْ تَشْرَبْهُ، وَإذَا وُضِعَ لَهَا ألبَانُ الشَّاءِ شَرِبَتْهُ؟ ".

قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَحَدَّثْتُ هَذَا الحَدِيثَ كَعْبًا فَقَالَ: آنْتَ سَمِعْتَهُ مِن رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ ذَلِكَ مِرَارًا. قُلْتُ: أأَقْرَأُ التَّوْرَاةَ؟

قَالَ إسْحَاقُ فِى رِوَايَتِهِ: " لا نَدْرِى مَا فَعَلَتْ ".

٦٢ - (...) وحدّثنى أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ العَلاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو أسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أبِى هُرَيْرَةَ، قَالَ: " الفَأرَةُ مَسْخٌ، وآيَةُ ذَلِكَ أنَّهُ يُوضَعُ بَيْنَ يَدَيْهَا لَبَنُ الغَنَمِ فَتَشْرَبُهُ، وَيُوضَعُ بَيْنَ يَدَيْهَا لَبَنُ الإبِل فَلا تَذُوقُهُ " فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ: أسَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أفأنْزِلَتْ عَلَىَّ التَّوْرَاةُ؟.

ــ

وقوله: " فقدت أمة من بنى إسرائيل " وذكر الفأر، وذكر أنها لا تشرب ألبان الإبل، وتشرب ألبان الشاة، قال القاضى: استدل - عليه السلام - بهذا على أنها من بنى إسرائيل؛ لتحريم الإبل عليهم وألبانها.

وقول أبى هريرة لما قال له كعب فى هذا الحديث: أسمعت هذا من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ " أأنزلت علىّ التوراة؟ " يريد أبو هريرة: أنه لا علم عنده إلا من جهة ما سمع من النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنه لا يحدث عن غيره من الكتب، كما يحدّث كعب الذى سأله ويخبر عن التوراة والكتب المتقدمة. وفى الحديث الآخر قبله قلت: " أأقرأ التوراة؟ " كذا هو بمد همزة التقرير، مثل: آقرأت التوراة؟ بمعنى ما تقدم، وهو صحيح - والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>