وقوله:" فمن كره فقد برئ، ومن أنكر فقد سلم ": أى من معاقبة الله له على الإقرار على المنكر، وبرئ بكراهيته من الرضا والمتابعة. وفيه حجة على لزوم قول الحق وإنكار المنكر.
وقوله:" ولكن من رضى وتابع ": دليل على أن المعاقبة على السكوت على المنكر إنما هو لمن رضيه، وأعان فيه بقول أو فعل أو متابعة، أو كان يقدر على تغييره فتركه. فأما مع عدم القدرة فبالقلب وعدم الرضا به، كما فسره بعد فى الحديث الآخر؛ أى كره بقلبه وأنكر بقلبه، وكما قال فى الحديث الآخر:" فاكرهوا عمله ولا تنزعوا يداً من طاعة الله "(١)، وكما قال أيضاً:" وذلك أضعف الإيمان " كما تقدم أول الكتاب. ووقع فى حديث هداب:" فمن عرفه فقد برئ "، وما فى رواية أبى غسان أبين:" من كره فقد برئ ".
وقوله: أفلا نقاتلهم؟ قال:" لا، ما صلوا " على ما تقدم من منع الخروج على الأئمة والقيام عليهم ما داموا على كلمة الإسلام، ولم يظهروا كفراً بينًا، وهو الإشارة