للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(٣٤) باب الصلاة على الجنازة فى المسجد]

٩٩ - (٩٧٣) وحدَّثنى عَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِىُّ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِىُّ - وَاللَّفْظُ لإِسْحَاقَ - قَالَ عَلِىٌّ: حَدَّثَنَا. وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ - عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْن حَمْزَةَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ؛ أَنَّ عَائِشَةَ أَمَرَتْ أَنْ يُمَرَّ بِجَنَازَةِ سَعْدِ بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ فِى الْمَسْجِدِ، فَتُصَلَّىَ عَلَيْهِ، فَأَنْكَرَ النَّاسُ ذَلِكَ عَلَيْهَا. فَقَالَتْ: مَا أَسْرَعَ مَا نَسِىَ النَّاسُ! مَا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سُهَيْلٍ بْنِ الْبَيْضَاءِ إِلَّا فِى الْمَسْجِدِ.

١٠٠ - (...) وحدَّثنى مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى ابْنُ عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، يُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَة؛ أَنَّهَا لَمَّا تُوفِّىَ سَعْدُ بْنُ أَبِى وَقَّاصٍ، أَرْسَلَ أَزْوَاجُ النَّبِىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَمُرُّوا بِجِنَازَتِهِ فِى الْمَسْجِدِ، فَيُصَلِّينَ عَلَيْهِ، فَفَعَلُوا، فَوُقِفَ بِهِ عَلَى حُجَرِهُنَّ يُصَلِّينَ عَلَيْهِ - أُخْرِجَ بِهِ مِنْ بَابِ الْجَنَائِزِ الَّذِى كَانَ إِلَى الْمَقَاعِدِ - فَبَلَغَهُنَّ أَنَّ النَّاسَ عَابُوا ذَلِكَ، وَقَالُوا: مَا كَانتِ الْجَنَائِزُ يُدْخَلُ بِهَا الْمَسْجِدَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَائِشَةَ. فَقَالَتْ: مَا أَسْرَعَ النَّاسَ إِلَى أَنْ يَعِيبُوا مَا لَا عِلْمَ لَهُمْ بِهِ!

ــ

ذكر حديث عائشة وإنكار الناس عليها إدخال جنازة سعد فى المسجد واحتجاجها بصلاة النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ابن بيضاء فى المسجد (١).

قال الإمام: مذهب الشافعى جواز الصلاة على الميت فى المسجد، وهذا الحديث حجة


(١) لفظها فى المعلم: " وقول عائشة - رضى الله عنها - صلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ابنى بيضاء فى المسجد سهيل وأخيه " قلت: وهذا لفظ مالك فيما أخرجه عن أبى النضر عن أبى سلمة، ولم يذكر فيه سهلاً، روايته مرسلة.
قال أبو عمر: سهل بن بيضاء أخو سهيل وصفوان، أمُّهم البيضاء، واسمها دعد بنت الجحدم بن أمَّية بن ضبة بن الحارث، قال: كان سهل بن بيضاء ممن أظهر إسلامه بمكة، وهو الذى مشى إلى النفَر الذين قاموا فى شأن الصحيفة التى كتبها مشركو قريش على بنى هاشم، حتى اجتمع له نفرٌ تبرؤوا من الصحيفة وأنكروها، وهم هشام بن عمرو بن ربيعة، والمطعم بن عدى بن نوفل، وزمعة بن الأسود بن عبد المطلب بن أسد، وأبو البخترى بن هشام بن الحارث بن أسد، وزهير بن أبى أمية بن المغيرة. أسلم سهل بن بيضاء بمكة وأخفى إسلامه، فأخرجته قريش معهم إلى بدرٍ، فأسر يومئذٍ مع المشركين، فشَهِد له عبد الله بن مسعود أنه رآه بمكة يصلى، فخُلِّىَ عنه.
قال: ومات بالمدينة، وفيها مات أخوه سهيل، وصلى عليهما رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى المسجد. الاستيعاب ٢/ ٦٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>