وقوله:" يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر، كلاهما يدخل الجنة " الحديث: الضحك هنا استعارة فى حق الله، ولا يجوز عليه الضحك المعلوم؛ لأنه إنما يصح من الأجسام وممن يجوز عليه تغير الحالات، والله تعالى منزه عن ذلك، وإنما يرجع إلى الرضا بفعلهما والثواب عليه، والإحسان إليهما أو حمد فعلهما ومحبته، وتلقى رسل الله لهما بذلك؛ لأن الضحك إنما يكون من أحدنا عند موافقة ما يراه وسروره به وبره لمن يلقاه (١)، وقد تقدم الكلام عليه مشبعاً فى صدر الكتاب، وقد يكون الضحك هنا على وجهِه المعلوم، والمراد به ملائكة الله ورسله الذين يوجههم للقائه وقبض روحه، وإدخاله الجنة، كما يقال: نادى الأمير فى البلد، وقتل السلطان فلاناً: رجاله وأمره.
(١) بل الصحيح - وهو مذهب السلف -: إثبات صفة الضحك لله عز وجل من غير تكييف.