وقوله: فى ناشد الضالة فى المسجد، وإنكاره عليه ذلك، قال الإمام: يؤخذ منه منع السُّؤال من الطواف فى المسجد، ونشدت الضالة بمعنى طلبتها، وأنشدتها إذا عرَّفتها، قاله يعقوب وغيره، ومنه قول الشاعر:
إصاخة الناشد للمنشد
والإصاخة بمعنى الاستماع، ومنه قول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" ما من دابة إِلا وهى مُصِيخَةً يوم الجمعة "(١).
قال القاضى: ذهب مالك فى جماعة من أهل العلم إلى كراهة رفع الصوت فى المسجد فى العلم وغيره، وقال: ما للعلم ترفع فيه الأصوات، وأجاز أبو حنيفة وأصحابه ومحمد بن مسلمة من أصحابنا رفع الصوت فيه فى الخصومة والعلم وغير ذلك مما يحتاج إليه الناس؛ لأنه مجتمعهم ولابد لهم منه.
(١) جرء حديث أخرجه مالك فى الموطأ، ك الجمعة، ب ما جاء فى الساعة التى فى يوم الجمعة ١/ ١٠٨، وأبو داود، ك الصلاة، ب فضل يوم الجمعة وليلة الجمعة (١٠٤٦)، والنسائى، ك الجمعة، ب ذكر الساعة التى يستجاب فيها الدعاء (١٤٣٠)، وأحمد فى المسند ٢/ ٤٨٦ عن أبى هريرة.