للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَرُوبَةَ. ح قَالَ: وَحَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ كِلاهُمَا عَنْ شَبَابَةَ بْنِ سَوَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ جَمِيعًا عَنْ قَتَادَةَ، فِى هَذَا الإِسْنَادِ، مِثْلَهُ.

ــ

قال الخطابى: وقد عد قوم أن أكل الثوم من الأعذار المبيحة للتخلف عن الجماعة لهذه الأحاديث، ولا حجة فى هذا؛ لأن الحديث إنما ورد مورد التوبيخ والعقوبة لأكلها لما حَرَمَتْه من فضل الجماعة، قال: وسماها النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " شجرة " والعامة إنما تسمى الشجرة ما له ساق تحمل أغصانه دون غيره، وعند العرب أن كل ما بقيت له أرومة فى الأرض تخلف ما قطع منه فهو شجرةٌ وما ليس كذلك فهو نجم، والذى حكاه عن العامة هو قول الهروى وهو المروى عن ابن عباس وابن جبير وقوله: " على زراعة بصل " معناه: الأرض التى تزرع. وقوله: فى ذكر الكلالة ومراجعة النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [فيها] (١) وإغلاظ النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له وطعنه بإصبعه فى صدره، فيه حجة للإلحاح فى سؤال العالم ومباحثته وجواز تأديب المعلم للمتعلم إذا رآه أسرف فى ذلك، وسيأتى ذكر الكلالة فى موضعه من الكتاب.

وقوله فيمن بلغه أنه طعن فى الخلافة: " أولئك الكفرة الضلال " على طريق التغليظ بوصفهم بالكفر؛ لفعلهم فعل من كفر فارتد بعد النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الطعن على الخلافة والإباءة منها، وضلالهم عن طريق الحق، وفيه من ذكر الاستخلاف.

وقوله: " إن الله لا يضيع دينه ولا خلافته " (٢): حجة لما وقع عليه إجماع المسلمين من إقامة خليفة لهم، وسيأتى الكلام على هذا فى كتاب الإمارة إن شاء الله (٣).


(١) من ت.
(٢) فى المطبوعة: إن الله لم يكن ليُضيِّع دينه ولا خلافته.
(٣) وقوله: " ألا تكفيك آية الصيف " يعنى الآية التى نزلت فى الصيف: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَة} [النساء: ١٧٦].

<<  <  ج: ص:  >  >>