قال الطيبى: الصبا: الريح التى تجىء من ظهرك إذا استقبلت القبلة، والدبور التى تجىء من قبل وجهك إذا استقبلت القبلة أيضاً. ونصرته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالصبا هو حين حاصرت الأحزاب المدينة يوم الخندق، وفيها نزل قوله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا} [الأحزاب: ٩]. قال الأعرابى: فإن قلت: كل من الريحين وقع به نصر وهلاك، فبالصبا نصرته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهلكة قومه، وبالدبور نصر هود - عليه السلام - وهلك قومه، فلم روعى فى الصبا طرف النصرة وفى الدبور طرف الهلاك؟ قلت: روعى فى كلٍّ من الريحين ما جاءت له، فالصَّبا إنما جاءت لنصرته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الأحزاب والدبور إنما جاءت لهلاك عاد حين عتوا ٢/ ٥١.