للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(٨) باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب]

٢٩ - (٢٨٩٤) حدّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقَوبُ - يَعْنِى ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ القَارىَّ - عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ أبِى هُرَيْرَةَ؛ أنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَحْسِرَ الفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ، يَقْتَتِلُ النَّاسُ عَلَيْهِ، فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مَائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، وَيَقُولُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ: لَعَلِّى أكُونُ أنَا الَّذِى أنْجُو ".

(...) وحدّثنى أمَيَّةُ بْنُ بسْطَامَ، حَدَّثَنَا يَزيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ عَنْ سُهَيْلٍ، بِهَذَا الإسْنَادِ، نَحْوَهُ. وَزَادَ: فَقَالَ أبِى: إنْ رَأيْتَهُ فَلا تَقْرَبَنَّهُ.

٣٠ - (...) حدّثنا أَبُو مَسْعُودٍ، سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ السَّكُونِىُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الَرَّحْمَنِ، عَنْ حفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُوشِكُ الفُرَاتُ أنْ يَحْسِرَ عَنْ كَنْزٍ منْ ذَهَبٍ، فَمَنْ حَضَرَهُ فَلا يَأخُذْ مِنْهُ شَيْئًا ".

٣١ - (...) حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّه، عَنْ أبِى الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُوشِكُ الفُراتُ أَنْ يَحْسِرَ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَمَنْ حَضَرهُ فَلاَ يَأخُذْ مِنْهُ شَيْئًا ".

ــ

وقوله: " حتى يحسر الفرات ": أى ينصب. وأصله الكشف، أى يكشف عن الأرض وعن قراره، ومنه حسرت العمامة عن رأسى، ومنه الحاسر، الذى لا سلاح عليه. ووقع فى رواية السمرقندى: " ينحسر " وحكى عن بعضهم أنه قال: حسر البحر، ولا يقال: انحسر.

قوله: " لا يزال الناس مختلفة أعناقهم فى طلب الدنيا ": الأعناق من هنا - والله أعلم - الرؤساء والكبراء، وهو أحد التفاسير فى قوله تعالى: {فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} (١)، ويكون الأعناق أيضاً هنا: الجماعات، يقال: جاءنى عنق من الناس، أى جماعة، وقد يكون هنا أيضاً الأعناق نفسها، عبر بها عن أصحابها، لاسيما وهى التى بها التطلع و [التشوف] (٢) للأمور، ومنه يقال: رفع فلان رأسه لأمر كذا ومد عنقه له.


(١) الشعراء: ٤.
(٢) من ح.

<<  <  ج: ص:  >  >>