وقول عمر للنبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الفتح:" لقد صنعتَ شيئًا لم تكن تصنعُه ": يدلُ على مثابرة النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الوضوء لكل صلاةٍ، وقوله:" عمْدًا فعلته يا عُمَر ": أى قصدًا ليبين للناس الإباحة والرخصة فى ذلك لئلا يقتدوا بفعله، ويظنوا ذلك فرضًا (١)، وذهب بعض الناس إلى أن فعله هذا نسخ ما كان قبل من فرض الوضوء لكل صلاةٍ، وهذا يرُدُه حديثُ أنسٍ أن ذلك كان خاصًا بالنبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دون أمته، وأنه كان يفعلُه للفضيلة، ولحديث صلاتُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالصهباء وجَمْعُه بين العصر والمغرب بوضوء واحدٍ، والصَهباءُ بخيبر قبل الفتح، وقد تقدَّم شىء من هذا.