وقوله:" أن النبى - عليه السلام - إذا رفع رأسه من الركوع يقول: ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض " إلى بقية الدعاء والذكر، فيه كله جواز الدعاء والذكر عند ذلك، ووجوب الاعتدال والطمأنينة، وحجة لأحد القولين ى ذلك، ولقوله - عليه السلام -: " صلوا كما رأيتمونى أصلى "(١)، وعلى هذا المعنى احتجت الصحابة بهذه الأحاديث على من لا يعتدل فى ذلك.
وقوله:" أهل الثناء والمجد " كذا لهم، ولابن ماهان:" أهل الثناء والحمد "، والحمد أعم من الثناء، والمجد على ما بيناه فى الفرق بين مَجدنى عبدى، وحمدنى عبدى، وأثنى علىّ عبدى. والمجد نهاية الشرف، وكأن لفظة " الحمد " هنا أليق بالكلام؛ لقوله أولاً:" لك الحمد "، ومعنى " ملء السماوات والأرض ": قال الخطابى: هو تمثيل وتقريب، والمراد به: تكثير العدد، حتى لو قدّر ذلك وكان جسمًا ملأ ذلك، وقيل: قد يكون المراد بذلك أجرها وثوابها، وقد يحتمل أن يراد بذلك تعظيم الكلمة، كما يقال: هذه كلمة تملأ طباق الأرض.
(١) البخارى، ك الأذان، ب الأذان للمسافرين إذا كانوا جماعة.