وقوله:" من شرب منه لم يظمأ أبدًا "، قال الإمام: أى لم يعطش. قال ابن ولاد: الظمأ، بالهمز والقصر: العطش، يقال: ظمأ يظمأ ظمأ، وظماه فهو ظمآن، والجمع ظمأ.
قال القاضى: ظاهره يدل أن الشرب منه بعد الحساب والنجاة من النار، فذلك للذى [لا](١) يظمأ، لقوله:" لم يظمأ أبدًا ". وقيل: بل لا نشرب [منه](٢) إلا من لم يقدر عليه بالنار. وقد يحتمل أن من شرب منه من هذه الأمة ثم قدر الله عليه العقوبة بالنار على ذنوبه أنه لا يعذب فيها بالظمأ بل يكون عذابه بغير ذلك؛ إذ ظاهر حديث الحوض أنه تشرب منه الأمة كلها، إلا من ارتد على عقبه وغير وبدل. وقد قيل: إن جميع الأمم المؤمنين يأخذ كتبها بأيمانها، ثم يعاقب الله من يشاء من مذنبيهم، وقيل: إنما يختص بأخذ كتابه بيمينه الناجون، فهذا مثله.