وقوله:" استأذنت سودة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة مزدلفة تدفع قَبْلَهُ وقَبْلُ حُطْمَة الناسِ، فأذن لها، وكانت امرأةً ثَبِطَةً " فسره فى الحديث: " الثقيلة "، وفى الرواية الأخرى:" ضخمةً ثبطة "، وحقيقته: المتأنية؛ لثقلها وضخامتها. ومعنى:" حَطْمَةِ الناس ": أى زحمتهم، ومنه سمى الحطيم لانحطام الناس عليه: أى ازدحامهم. واحتجت الشافعية بحديث سودة على مذهبهم فى جواز الرمى بعد نصف الليل قبل الفجر (١) وإنما حديث سودة هذا رخصة لأولى الأعذار فى الدفع من جمع الإفاضة بليل، والسنة المبيت بها، وصلاة الفجر بها غلساً، والوقوف بالمشعر حتى يسفر جداً، ثم الدفع قبل طلوع الشمس، كما فعل النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى حديث جابر وغيره من الأحاديث.
قال الإمام: عندنا أن من ترك المبيت بالمزدلفة والوقوف بالمشعر حجه تام، وعليه دم