وقوله عروة لما سئل: كم لبث - عليه السلام - بمكة؟ فقال: عشرًا، فقيل له: إن ابن عباس قال: بضع عشرة، فصغره وقال: إنما أخذه من قول الشاعر: كذا فى بعض الأصول: " فصغره " وهى رواية ابن ماهان، ورواه الجنودى:" فغفره "، وفى كتاب شيخنا الصدفى:" فغفروه " ومعناه - والله أعلم -: دعا له بالغفران، كأنه وهمه فيما قال وخطأه، كما قالت عائشة: يغفر الله لابى عبد الرحمن، إنه لم يكذب ولكنه وهل، أى وهم. والوجه الأول عندى أظهر، أى استصغر سنه [لذلك](١). عن الضبط لذلك، لكونه مدة كون النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة لم يخلق أولاً، وفى آخرها صغيرًا ليس فى سن من يضبط قيل: إنه ولد فى الشعب قبل الهجرة بثلاث سنين.
وقوله:" إنما أخذه من قول الشاعر ": يدل عليه أنه لم يدرك ذلك بنفسه ولا علمه بمشاهدته، وإنما سمعه من غيره. والشاعر هنا هو: أبو قيس صرمة بن أنس، حيث يقول:
ثوى فى قريش بضع عشرة ... حجة يذكر لو يلقى صديقًا مواتيا