وذكر الحديث فى مواساة الأنصار للمهاجرين. فيه فضيلة الأنصار، وما كانوا عليه من الأخلاق الحميدة وكرم النفوس وحب الإسلام وأهله. وأما كفايتهم للعمل والمؤنة على أن يعطوهم أنصاف ثمار أموالهم، فأصل فى المساقاة أيضاً، وليس كل أحد كان معهم بهذا السبيل، إنما ذلك لمن لم يرض أخذ ذلك بغير عوض من المهاجرين.
وقوله:" وكانت أعطت أم أنس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِذاقاً: جمع عَذْقٍ، وهى النخلة؛ مثل كلب وكلاب.
وقوله: " فأعطاها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم أيمن مولاته ": مما يدل على ما قلناه أنه لم يكن كلُّ ما واسوا به على المساقاة؛ إذ لم يأخذه النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا أم أيمن على ذلك، وإنما كانت مواساة وإرفاقاً.
وقول أنس: " فلما فرغ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خيبر وانصرف إلى المدينة، رد المهاجرون إلى الأنصار منائحهم، ورد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أمى عذاقها ": لأنهم استغنوا بما فتح الله - تعالى - عليهم من الأجحاف بالأنصار، وكذلك فى الحديث الآخر: " حتى فتحت عليهم