قال القاضى: ذكر مسلم أول الباب حديث عثمان وعبد الله بن مسعود - رضى الله عنهما - لما فيه من الأمر بالنكاح، ثم جاء بأحاديث النهى عن التبتل فاستفتح بهما الكتاب؛ ليعلم أنه مشروع، وهذا من حسن التأليف، ثم عطف بعد ذلك على فصول أحكام النكاح وتوابعه على نسق التصنيف، وفى استخلاء عثمان لعبد الله فى الأخذ معه. فالتزويج توقير الخلة والمشايخ أن يتفاوضوا فى هذه الأمور بحضرة الناس وعوام الخلق.
وقوله:" ألا نزوجك جارية شابة تذكرك بعض ما مضى من زمانك "، وفى الرواية الأخرى:" ترجع إليك ما كنت تعهد ": دليل على أن معظم المطلوب من النكاح الاستمتاع، وهو [من](١) الشباب أمكن، وفيهن ألذ؛ لما هن عليه من رونق الشباب ونشاط الصغر وطيب الأفواه، وما يرغب من النساء، وإظهار الرغبة فى الاستمتاع الذى يتوفر عنه مساؤهن.