مع مراعاة متطلبات التحقيق العلمية من مقابلة النسخ، وضبط النصوص، وترقيم الآيات، وتخريج الأحاديث، وتوجيه العبارة، فإنى قمت بما يلى:
١ - إلحاق كتاب الصحيح وتوزيعه على مواطنه بالكتاب؛ إذ كان القاضى والإمام قد اكتفيا بتوفر النسخ له بيد الطلبة الذين طلبوا منهما ضبط النصوص وشرحها، فلم يتوفر الإمام للكتاب - كما سبق وأن ذكرنا - ولما توفر له القاضى لم يلحق النصوص به، وحرصاً منا على إبراز الكتاب على صورة تقرب للأذهان صورته التى كان عليها، فإنا قمنا بفصل ما أضفناها إليه بالطريقة التى تميز كل مضاف بما يدل عليه.
٢ - أضفت إلى الكتاب نص مقدمة الصحيح لمسلم وقمت بتوزيعها على مظانها من كلام القاضى المعلق بها، واجتهدنا فى إبراز قضاياها التى تناولها القاضى والإمام، تناولاً إشارياً، وحاولنا جاهدين إبراز غرض الإمام صاحب الصحيح، مع العبارات التى تجاوزها القاضى والإمام لوضوحها فى إبان تعليقهما وتناولهما للكتاب.
٣ - قمنا بتوثيق الأدلة والأحكام التى ساقها القاضى عياض توثيقاً منهجياً اقتضانا مراجعة الكثير من كتب الفروع وكتب الأصول.
٤ - وقد راعينا مع ذلك المحافظة على عبارة المؤلف حتى ولو جاءت على غير المألوف ما دام لها وجه فى العربية صحيح ولو محتمل، ولم نتدخل فيها بالتصويب إلا عند تعذر الاحتمال لها، وبخاصة إذا وقع الخطأ فى سوق الأدلة الثابتة والحجج الواضحة، فعند ذلك نقوم بما يفرضه علينا حق العلم والعمل نحوه مع الإشارة إليه.