وقوله:" جاء رجل على راحلة، فجعل يصرف بصره يميناً وشمالاً ": كذا رواية السمرقندى والسجزى والصدفى، وابن ماهان:" يضرب يميناً وشمالاً "، ولأبى بحر عن العذرى:" يصرف يميناً وشمالاً "، وفى كتاب أبى داود وغيره:" يصرف راحلته يميناً وشمالاً " فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من كان معه فضل من ظهر فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له " إلى قوله: " حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا فى فضل "(١) فيه الترغيب فى الصدقة والمواساة، وهذا نفس المراد بقوله:" يصرف بصره أو راحلته يميناً وشمالاً أو يضرب "، إن هذا الرجل كان متعرضاً لسؤال زاد، فصرفه الناس إذا رأوا على راحلته، إن صحت تلك الرواية - والله أعلم. والصدقة على ابن السبيل - وإن كانت له راحلة وليس معه زاد - واجبة وإن كان غنياً بموضعه.
(١) أبو داود، ك الزكاة، ب فى حقوق المال ١/ ٣٨٧ (١٦٦٣)، وأحمد ٣/ ٣٤.