قوله فى حديث أنس:" فأجرى النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى زقاق خيبر ": فيه أن إجراهم الخيل والتصرف عليها لأهل الفضل والشجاعة مباح مستحب فى مواطنه، وحيث يحتاج إليه أو يمرن نفسه عليها، أو يروض فرسه به.
وقوله:" وانحسر الإزار عن فخذِ نبى الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإنى لأرى بياض فخذه ": حجة لمن لا يرى الفخذ عورة، وقد ذكرنا الخلاف فيه فى كتاب الطهارة.
وقوله:" محمدٌ والخميس " برفع السين، قال الإمام: قال الأزهرى: الخميّس: الجيش، سمى خميساً لأنه مقسوم على خمسة: المقدمة، والساقة، والميمنة، والميسرة، والقلب. وقال غيره: سمى [الجيش](١) خميساً؛ لأنهم يُخمسون الغنائم فيه. قال القاضى: هذا بعيد؛ لأن الخميسَ فيه إنما جاء فى الشرع، وإنما كان قبل ذلك المرباع، يأخذ الرئيس الربع.
وقوله:" الله أكبر خربت خيبر ": قيل: فقال النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما رآهم خرجوا بآلة الخراب والهدم، لقوله:" خرجوا بفؤوسهم ومكاتلهم ومرورهم "، وهذا من الفأل الحسن فى حقه - عليه السلام - وحق المسلمين الذى كان يستحبه، وليس من الطيرة المذمومة.
والمكاتل: القفف. والمرور: قيل: الحبال؛ لأنها تمرُ، أى تُفتل، كانوا يصعدون