للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(١٨) باب إثبات الحساب]

٧٩ - (٢٨٧٦) حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ وَعَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ، جَمِيعًا عَنْ إِسْمَاعِيلَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِى مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حُوسِبَ يَوْمَ القِيَامَة عُذِّبَ. فَقُلْتُ: أَلَيْسَ قَدْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} (١)؟ فَقَالَ: " لَيْسَ ذَاكِ الحِسَابُ، إِنَّمَا ذَاكِ العَرْضُ، مَنْ نُوقِشَ الحِسَابَ يَوْمَ القِيَامَة عُذِّب ".

(...) حدثنى أَبُو الرَّبِيعِ العَتَكِىُّ وَأَبُو كَامِلٍ، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، بِهَذَا الإِسْنَادِ، نَحْوَهُ.

٨٠ - (...) وحدثنى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الحَكَمِ العَبْدِىُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى - يَعْنِى ابْنَ سَعِيدٍ القَطَّانَ - حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ القُشَيْرِىُّ، حَدَّثَنَا ابْن أَبِى مُلَيْكَةَ عَنِ القَاسِم، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ أَحَدٌ يُحَاسَبُ إِلا هَلَكَ " قُلتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ألَيْسَ اللهُ يَقُولُ: {حِسَابًا يَسِيرًا}؟ قَالَ: " ذَاكِ العَرْضُ، وَلَكِنْ مَنْ نُوقِشَ الحِسَاب هَلَكَ ".

(...) وحدثنى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنِى يَحْيَى - وَهُوَ القَطَّانُ - عَنْ عُثْمَانَ بْنِ

ــ

وقوله: " من نوقش الحساب عُذِّب " أى مَنْ استقصى عليه، قال الهروى: يقال: انتقشت منه حقى: أى استقصيته منه (٢)، ومنه: نقش الشوكة، وهو استخراجها. ولقوله: " عذب " معنيان: أحدهما: أن نفس مناقشة الحساب، وعرض الذنوب، والتوقيف على قبيح ما سلف له - تعذيب وتوبيخ. والثانى: أنه مفض إلى استحقاق العذاب. إذ لا حسنة للعبد يعملها إلا من عند الله وتفضله، وإقراره له عليها، وهدايته لها، وأن الخالص لوجهه تعالى من الأعمال قليل. ويؤيد هذا التأويل [قوله] (٣) فى الرواية الأخرى: " هلك " (٤) مكان " عذب ". وهذا الحديث مما تتبَّعه الدارقطنى (٥) على


(١) الانشقاق: ٨.
(٢) انظر: غريب الحديث ١/ ٢٠١، ٢٠٢.
(٣) من ح.
(٤) من الحديث رقم (٨٠) من هذا الكتاب.
(٥) الإلزامات والتتبع حديث رقم (١٩٠) ص ٣٤٨، ٣٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>