للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ أَبِى مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ نُوقِشَ الحِسَاب هَلَكَ " ثُمَّ ذَكَرَ بِمِثْلِ حَدِيثِ أَبِى يُونُسَ.

ــ

مسلم والبخارى، للاختلاف فيه عن ابن أبى مليكة (١)، فروى عنه عن عائشة، وروى ابن القاسم عنها فى أول إسناد حديث قتلى بدر: حدثنا إسحاق بن عمر بن سليط الهذلى، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس.

قال الإمام: قال بعضهم فى نسخة ابن الحذاء: حدثنا شيبان بن عبد الرحمن، حدثنا سليمان، وهو خطأ فاحش، وصوابه: شيبان بن فروخ [وهو الأيلى، من شيوخ مسلم] (٢) وأما شيبان بن عبد الرحمن فهو النحوى، يكنى أبا معاوية، وليس هو فى طبقة من يروى عنه مسلم، هو أعلى من ذلك.

قال القاضى: وعلى الصواب رويناه عن جماعة شيوخنا إلا من هذا الطريق.

وفى هذا الحديث إعلام من أعلام نبوة نبينا - عليه السلام - بإعلامه ما ذكر فيه من مصارع القوم يوم بدر، وقول عمر: " فما أخطؤوا الحدود التى حدها رسول الله "، وإخباره عنهم بسماع توبيخه وإظهار ما أخبر عن الله أنه وعده به من نصره.


(١) ذكر القاضى - رحمه الله - هذا الانتقاد من غير أن يرده، والظاهر أنه لم يبال به من شهرة استطلاع عند المحدثين، فعبد الله بن عبيد الله ثبت، له العلو فى هذا الحديث، ثم العجب من الدارقطنى - رحمه الله - ينتقد الشيخين لأجل هذا، وهو الذى يروى عنه عن أم سلمة مباشرة حديث قراءة البسملة قبل الفاتحة، ثم يقول: إسناده صحيح، كلهم ثقات. انظر: سنن الدارقطنى ١/ ٣١٣. وإذا أثبت الدارقطنى سماع ابن أبى مليكة عن أم سلمة فلم ينتقد سماعه عن عائشة وهو أكثر روايةً عن أم سلمة، وقد قال البخارى عن ابن أبى مليكة: سمع ابن الزبير وابن عباس وعائشة - رضى الله عنها. انظر: التاريخ الكبير ٥/ ١٣٧.
(٢) سقط من ح.

<<  <  ج: ص:  >  >>