وقوله:" إذا أحب الله عبداً دعا جبريل: إنى أحبه فأحبه " إلى قوله: " فوضع له القبول فى الأرض ": وقال مثله فى البغض. محبة الله عبده: إرادة الخير به فى الدنيا والآخرة، من هدايته له وإنعامه عليه ورحمته له، وبغضه له: أراد به شقاء عقابه وشقاوته فى الدنيا والآخرة، وقد تكون محبة جبريل والملائكة على وجهها من معنى المحبة وظاهرها التى تليق بالمخلوقين، ويتنزه عنها الخالق، وهو ميل النفس ونزوع الروح والقلب إليه وحبه لقاءه، وأنه لما كان ممن أطاع وأحبه الله كان ممن يجب أن يكون مع جبريل والملائكة متحابين فى الله. وقد يكون من جبريل والملائكة استغفارهم له، وذكرهم الجميل فى الملأ الأعلى له ودعائهم له.
وقوله:" فيوضع له القبول في الأرض " وهو الرضا والحب فى القلوب، أى تقبله وتميل إليه، ولا تنفر عنه ولا ترده، قال الله تعالى:{فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ}(١)، أى: رضى. قال أبو عمر: هو مصدر، ولم أسمع غيره بالفتح فى المصدر. وقد جاء فى رواية القعنبى مفسراً: فتوضع له المحبة.