وفى الحديث الآخر: " لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتنى مكانه "، وقوله: " لا تذهب الدنيا حتى يمر الرجل على القبر فيتمرغ عليه ويقول: ليتنى مكان صاحب هذا القبر، وليس به الدين إلا البلاء " أما الحديث الأول فيحتمل أن يكون لما يرى من تغيير الشريعة وتبديل الدين أو لما يرى من البلاء والمحن والفتن كما نصه الحديث الآخر. وكما قال فى الحديث الآخر: " لا يدرى القاتل فى أى شىء قتل، [ولا المقتول على أى شىء قتل](١)" وعلى الوجهين فقد كان ما أخبر به صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وظهر، وكذلك فى كثير من الإشراك والأمور والفتن التى أخبر بها فى هذه الأحاديث ورتب عياناً.
قال الإمام: خرج مسلم فى باب قول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا تذهب الدنيا حتى يأتى على الناس زمان لا يدرى القاتل فيما قتل ولا المقتول فيما قتل " الحديث، قال: حدثنا ابن أبى عمر، حدثنا مروان عن يزيد بن كيسان، عن أبى حازم، عن أبى هريرة، عن النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثم قال بعده: حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان، وواصل بن عبد الأعلى قال: حدثنا