للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(١٧) لن يدخل أحد الجنة بعمله، بل برحمة الله تعالى]

٧١ - (٢٨١٦) حدّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ: " لَنْ يُنْجِىَ أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ " قَالَ رَجُلٌ: وَلاَ إِيْاكَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: " وَلاَ إِيَّاىَ، إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِىَ اللهُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ، وَلَكِنْ سدِّدُوا ".

(...) وَحَدَّثَنِيهِ يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّدَفِىُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِى عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الأشَجِّ، بِهَذَا الإِسْنَادِ. غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: " بِرَحْمَةِ مِنْهُ وَفَضْلٍ ". وَلَمْ يَذْكُرْ: " وَلَكِنْ سَدِّدُوا ".

٧٢ - (...) حدّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِى ابْنَ زَيْد - عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ النَّبِىَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ أَحَدٍ يُدْخِلُهُ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ ". فَقِيلَ: وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: " وَلاَ أَنَا، إلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدنِى رَبِّى بِرَحْمَةٍ ".

٧٣ - (...) حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنّى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى عَدِىٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مَحَمَّد، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يُنْجِيهِ عَمَلُهُ ". قَالُوا: وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: " وَلاَ أَنَا، إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِى الله مِنْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَرَحْمَةٍ ".

ــ

قوله: " لن ينجى أحداً منكم عمله "، وفى الرواية الأخرى: " لن يدخله عمله الجنة ولا يجيره من النار " إلى قوله: " ولا إياى، إلا أن يتغمدنى الله برحمة منه، ولكن سددوا وقاربوا "، قال الإمام: مذهبنا أنّ إثابة الله - تعالى - لمنْ أطاعه ولم يعصه بفضل، ولا يثبت [منه] (١) شىء إلا بالسمع، وكذلك انتقامه ممن عصاه ولم يطعه عدل، ولا يثبت منه شىء إلا بالسمع، والبارى - سبحانه - عندنا لن يعذّب النبيين وينعم (٢) الكافرين، ولكنه أخبرنا [أنه يفعل خلاف ذلك] (٣). والمعتزلة تثبت بعقولها أعراض الأعمال، ولها فى ذلك خبط طويل وتفصيل كثير. وظاهر هذا الحديث يشير إلى مذهب أهل الحق أنه لا


(١) ساقطة من ح.
(٢) فى ز: يعذب، والمثبت من ح، وهو الصواب.
(٣) فى ح: أنه خلاف ذلك يفعل.

<<  <  ج: ص:  >  >>