قال القاضى: وقوله: عن محمد بن قيس قاضى عمر بن عبد العزيز، كذا للعذرى، ولغيره:" قاص " بالصاد المهملة من القصص، وكلاهما مذكوران. وقد ذكر البخارى فى التاريخ الروايتين (١)، وحكى عن حماد:" قاص أو قاضى عمر " بالشك. وذكر عن ابن إسحاق قال: وكان قاصاً، قال: قصصت على عمر بن عبد العزيز وهو أمير المدينة، وهذا يصحح رواية من قال: إنه من القصص، وهو أبو عثمان محمد بن قيس الزيات، مولى يعقوب القبطى، مدنى.
وقول أبى أيوب فى هذا الحديث حين حضرته الوفاة: كتمت عنكم علمًا سمعته من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقاً يذنبون، يغفر لهم " هذا من فضل الله العظيم وكرمه الجسيم. وكتمه مخافة الاتكال، وغلبة الرجاء، والأمانى، وتعطيل العمل. ثم خاف الحرج بكتمانه جملة قبل موته، فأنبأ به ليزول عنه الحرج، مع ما فيه لنفسه من الرجاء عند حضور موته.
وهكذا يجب لمذكر الناس وواعظهم ألا يكثر عليهم من أحاديث الرجاء لئلا ينهمكوا فى المعاصى والتعطيل للأعمال والاتكال، ويكون وعظه أغلب عليه التخويف والتحذير، ولكن على حد لا يؤيس ولا يقنط، والإمام فى ذلك كتاب الله تعالى ووعظه. واستحبوا لمن