وقول القائل له: ابن خطل متعلق بأستار الكعبة فقال: " اقتلوه ": حجة للمالكية أنها يقام بها الحدود، وقد تقدم الخلاف فى ذلك، ولا حجة للمخالف بأنها أُحلت للنبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ساعة من نهار. فالذى أحل له منها قتالها حتى استولى عليها. وقتله ابن خطل إنما كان بعد استيلائه عليه وإذعان أهلها. وإنما قتله بعد قوله:" ومن دخل المسجد فهو آمن "(١)، وقد دخل هذا المسجد؛ لأنه ممن لم يدخل فى أمانه، واستثناه وأمر بقتله وإن وجد متعلقاً بأستار الكعبة، على ما جاء فى الأحاديث الأخر، وقيل: لأنه ممن لم يلتزم الشرط وقاتل وبعد ذلك دخل المسجد، وكان قد ارتدّ عن الإسلام، وقتل مسلماً كان يخدمه، وجعل يهجو النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويسبه. وقد احتج بعض أصحابنا بقتله على قتل من سب النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا يضعف فى حق هذا للموجبات لقتله من غير هذا مما ذكرناه.
وقوله فى آخر الحديث من رواية مالك: فقال: " اقتلوه "، فقال: نعم، أى أن
(١) أبو داود، ك الخراج والإمارة والفىء، ب ما جاء فى خبر مكة ٢/ ١٤٤.