للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(١٤) باب ذكر حديث أم زرع]

٩٢ - (٢٤٤٨) حدّثنا عَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِىُّ وَأَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ، كِلاهُمَا عَنْ عِيسَى - وَاللَّفْظُ لابْنِ حُجْرٍ - حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُس، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عرْوَةَ عَنْ أَخِيهِ، عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ؛ أَنَّها قَالَتْ: جَلَسَ إِحْدَى عَشَرَةَ امْرَأَةً، فَتَعَاَهَدْنَ وَتَعَاقَدْنَ أَلا يَكْتُمْنَ مِنْ أَخْبَارِ أَزْوَاجِهِنَّ شَيْئًا.

قَالَتِ الأُولَى: زَوْجَى لَحْمُ جَمَلٍ غَثٍ، عَلَى رَأسِ جبَلٍ وَعْرٍ، لا سَهْلٌ فَيُرْتَقَى، وَلا سَمِينٌ فَيُنْتَقَل.

ــ

[حديث أم زرع]

قال فى أوله: جلس إحدى عشرة امرأة، وعند الطبرى: جلسْن، وهى لغة بعض العرب بإظهار علامة نون الجماعة مع تقدم الفعل، فيقولون: ضربونِى القوم، وأكلونى البراغيث. وعلحِه تأول بعضهم قوله تعالى: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِين ظَلَمُوا} (١)، فى الحديث الآخر: " يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل [وملائكة] (٢) بالنهار " (٣).

والأحسن فى الكلام والأفصح والأشهر حذفه وإفراد الفعل. وبهذا تكرر فى الكتاب العزيز وصحيح الحديث ومشهور أشعار العرب، وقد جاء فى بعضها تقديمه، وهو قليل. وقد يكون أيضاً " إحدى عشرة " بدلاً من الضمير فى " اجتمعن " وهو تأويل سيبويه فى قوله: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى} كأنه قيل: من هم؟ قال (٤): {الَّذِينَ ظَلَمُوا} وتكون النون هنا ضميراً لا علامة تأنيث جماعة، وما بعدها بدلاً منها، ولها وجوه أخر كلها تخرج على ما ذكره المفسرون فى الآية.

قال الإمام: قول الأولى من النسوة اللائى اجتمعن وتعاقدن ألا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئاً: " زوجى لحم جمل غث ": يعنى المهذول على رأس جبل وغث تصف قلة خيره، وبعده مع القلة كالمشى فى قبلة الجبل الصعب لا ينال إلا بالمشقة. قال


(١) الأنبياء: ٣.
(٢) ساقطة من الأصل وح، والمثبت من الحديث المطبوع.
(٣) أخرجه البخارى، ك المواقيت، ب فضل صلاة العصر ١/ ١٤٥.
(٤) فى ح: فقال.

<<  <  ج: ص:  >  >>