للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(٣٠) باب جعل القطيفة فى القبر]

٩١ - (٩٦٧) حدّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ. ح وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ وَوِكيعٌ، جميعًا عَنْ شُعْبَةَ. ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى - وَاللَّفْظُ لَهُ - قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو جَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: جُعِلَ فِى قَبْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطِيَفَة حَمْرَاءُ. قَالَ مُسْلِمٌ: أَبُو جَمْرَةَ اسْمُهُ نَصْرُ بْنُ عِمْرَانَ:

ــ

وقوله: " جُعل فى قبر النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قطيفة حمراء ": روى أن الذى ألقاها فى القبر شُقران مولاه (١)، وكان النبىُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. يلبسها ويفترشها وقال: " والله لا يلبسك أحد بعده أبدًا ".

قال القاضى: ذكر مسلم تكفين النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإقباره، ولم يذكر غُسْلَه، ولا خلاف أنه غُسِّل، ولا حديث الصلاة عليه، وقد اختلف فى ذلك فقيل: لم يُصْل عليه جملة، وإنما كان الناس يدخلون أرسالاً، فيدعون وينصرفون، واختلف فى تعليل ذلك، فقيل: لفضله، وأنه غير محتاج لذلك كالشهيد، وهذا ينكسر بغسله، وقيل: بل لأنه لم يكن ثم إمام، وهذا خطأ، فإن إمامة الفرائضِ [لم تتعطل] (٢)، ولأن البيعة تمت لأبى بكر قبل دفنه وهو إمام الناس، وقيل: بل صُلى عليه أفذاذ، فوج بعد فوج؛ ليأخذ كُل منهم بنصيبه من بركة الصلاة عليه، وقد جاء فى بعض الآثار فى وفاته [صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] (٣): أنه صُلِّى عليه بصلاة جبريل. وهذه العلة المذكورة فى عموم بركته هى أحد العلل فى تأخير دفنه يوم وفاته (٤) يومه، فيدركه من غده يوم الثلاثاء، ولم يحتمل تأخيره أكثر، وقيل: بل شُغِل


(١) شقران: مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قيل: إنَّ اسمه صالح بن عدى فيما قاله مصعب بن عبد الله وخليفة بن خياط. روى عن النبى حديثًا واحدًا، أخرجه الترمذى، وروى عنه عبيد الله بن أبى رافع وأبو جعفر محمد بن على بن الحسين ويحيى بن عمارة.
وكان عبدًا حبشيًا لعبد الرحمن بن عوف، فوهبه لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقيل: بل اشتراه منه فأعتقه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال خليفة: لا أدرى دخل البصرة، أو أين مات؟ تهذيب الكمال ١٢/ ٥٤٤، تهذيب التهذيب ٤/ ٣٦٠، وانظر: طبقات خليفة: ٧.
(٢) فى الأصل: ما يتعطل، والمثبت من س.
(٣) من س.
(٤) قال ابن عبد البر: إن أبا بكر قال لعائشة: أىَّ يوم توفى فيه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالت: يوم الاثنين، وهذا لا خلاف بين العلماء فيه. وأما دفنه يوم الثلاثاء فمختلف فيه، فمن أهل العلم بالسير من يصحح ذلك على ما قال مالك، ومنهم من يقول: دفن ليلة الأربعاء. وقد جاء الوجهان فى أحاديث بأسانيد صحيحة. التمهيد ٢٤/ ٣٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>