وقوله:" إن جبريل كان يلقاه فى كل سنة فى رمضان حتي ينسلخ، فيعرض عليه القرآن ": كذا فى أكثر الروايات والنسخ، وهي رواية عامة شيوخنا. وفى بعض النسخ:" كل ليلة " وهو المحفوظ، لكنه بمعنى الأول؛ لأن قوله:" حتى ينسلخ "" بمعنى ": " كل ليلة ".
وقوله:" فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة ": هذا بحكم تجديد الإيمان واليقين فى قلبه، يملأ فاه الملك، وزيادة ترقيه فى المقامات، وعلو الدرجات، بمناقشته ومدارسته للقرآن معه.
وفى قوله:" أجود بالخير من الريح المرسلة " جواز المبالغة والإعياء في الكلام، وقد مر منه قبل هذا. وفى فعله - عليه السلام - هذا لقوله تعالى فى تقديم الصدقة بين يدى نجوى الرسول التى كان أمر الله بها عباده فامتثله - عليه السلام - بين يدى [مناجاة](١) الملك وإن الله تعالى قد خفف الحكم ونسخه عن أمته.