للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٣٥) باب بيان عدد عمر النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وزمانهن

٢١٧ - (١٢٥٣) حدَّثنا هَدَّابُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ؛ أَنَّ أَنَسًا - رَضِىَ اللهُ عَنْهُ - أَخْبَرَهُ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَمَرَ أَرْبَعَ عُمَرٍ، كُلُّهُنَّ فِى ذِى الْقَعْدَةِ إِلا الَّتِى مَعَ حَجَّتِهِ: عُمْرَةً مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ - أَوْ زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ - فِى ذِى الْقَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ فِى ذِى الْقَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مِنْ جِعْرَانَةَ، حَيْثُ قَسَمَ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ فِى ذِى الْقَعْدَةِ، وَعمرَةً مَعَ حَجَّتِهِ.

(...) حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنِى عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسًا: كَمْ حَجَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: حَجَّةً وَاحِدَةً. وَاعْتَمَرَ أَرْبَعَ عُمَرٍ. ثُمَّ ذَكَرَ بِمِثْلِ حَدِيثِ هَدَّابٍ.

٢١٨ - (١٢٥٤) وحدّثنى زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مَوسَى، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ، قَالَ: سَأَلْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ: كَمْ غَزَوْتَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟

ــ

وقوله: " إن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعتمر أربع عُمر " وذكر أن جميعها فى أشهر الحج، إلا ما جاء من رواية ابن عمر: أن واحدة منها فى رجب، وأنكرت ذلك عليه عائشة، فسكت ولم يراجعها، وذلك دليل على إثبات قول عائشة وصحة روايتها؛ إذ لو كان ابن عمر على بصيرة مما قال لراجعها فى ذلك، وبين ما قال.

وقَصْده - عليه السلام - بذلك فى أشهر الحج - واللهُ أعلم - لفضلها أولاً، ولمخالفة الجاهلية فى ذلك، وأنها كانت تستعظم ذلك، فقصد النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [بذلك] (١) تمريناً لقلوب المؤمنين على العمل به؛ لكن يبقى الإشكال فى الرابعة متى كانت؛ لأن الأولى: عمرة الحديبية فى ذى القعدة، والثانية: عمرة القضاء فى ذى القعدة، والثالثة: عمرة الجعرانة فى ذى القعدة، والرابعة: ذكر أنس أنها التى [كانت] (٢) مع حجته، وهذا على تأويل أنس أنه كان قارناً، وقد ذكرناه ورد الصحابة ذلك عليه وأن الصحيح أنه كان مفرداً، وقد ردت عائشة على ابن عمر أنه اعتمر فى رجب، فجاء أن الصحيح من هذا ثلاث عمر، وقصد النبى - عليه السلام - والله أعلم - خصوص عمرته بذى


(١) من س.
(٢) ساقطة من س.

<<  <  ج: ص:  >  >>