للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٢٨) باب كان النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبيض، مليح الوجه

٩٨ - (٢٣٤٠) حدّثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ الجُرَيْرِىِّ عَنْ أَبِى الطُّفيْلِ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَرَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، كَانَ أبْيَضَ، مَلِيحَ الْوَجْهِ.

قَالَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ: مَاتَ أَبُو الطُّفَيْلِ سَنَةَ مِائَةٍ، وَكَانَ آخِرَ مَنْ مَاتَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

٩٩ - (...) حدّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوارِيرِىُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِى الطُّفَيْلِ، قَالَ: رَأيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ رَجُلٌ رَآهُ غَيْرِى. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: فَكَيْفَ رأيْتَهُ؟ قَالَ: كَانَ أبْيَضَ مَلِيحًا مُقَصَّدًا.

ــ

قوله: " كان أبيض مليحًا مُقَصَّدًا ": المقصد: الذى ليس بجسيم ولا قصير. وقال شمر: هو القصد من الرجال نحو الربعة.

قال القاضى: تفسير سماك الشكلة فى العين بما ذكر وهم عند جميعهم، وصوابه ما تقدم لغيره من الشارحين أنها حمرة تخالط بياض العين.

[وقوله فى حديث البراء: " كان أحسن الناس وجهاً وأحسنه خلقًا " بسكون اللام ضبطناه هنا؛ لأنه إنما قصد فيما ذكره من صفات جسمه وأما فى حديث أنس فبضم اللام؛ لأنه إنما أخبر عن حسن معاشرته وقوله: " وأحسنه خلقًا " قال أبو حاتم: العرب تقول: فلان أجمل الناس] (١).

وقوله: " وأحسنه " يريدون أحسنهم ولا يتكلمون به وإنما كلامهم وأحسنه. قال: النحويون: يذهبون إلى أن " و " أحسن من " ثم "، ومنه فى الحديث: " خير نساء ركبن الإبل نساء قريش، أشفقه على ولد، وأعطفه على زوج فى ذات يده " (٢)، ومنه قول أبى سفيان: أحسن نساء العرب وأجمله.

وقوله: " فى حلة حمراء " (٣): حجة لجواز لباس الثياب الحمر والصبغ بالحمرة، وقد تقدم منه فى اللباس.


(١) سقط من ز، والمثبت من ح.
(٢) أحمد ٢/ ٣١٩، البخارى، ك الأنبياء، ب قوله تعالى: {إذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ ...} (٣٤٣٤) من حديث أبى هريرة - رضى الله عنه - ولفظه عند البخارى: " نساء قريش خير نساء ركبن الإبل، أحناه على طفل، وأرعاه على زوج فى ذات يده ".
(٣) حديث رقم (٩١) من هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>