للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(٤٤) باب من فضائل يوسف عليه السلام]

١٦٨ - (٢٣٧٨) حدّثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنّى وَعُبَيْدُ الله بْنُ سَعِيدٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ الله، أَخْبَرَنِى سَعِيدُ بْنُ أَبِى سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ أَبِى هُرَيْرَةَ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ الله، مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ؟ قَالَ: " أَتْقَاهُمْ ". قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ. قَالَ: " فَيُوسُفُ نَبِىُّ الله ابْنُ نَبِىِّ الله ابْنِ نَبِىِّ اللهِ ابْنِ خَلِيلِ الله ". قَالُوا:

ــ

وقوله: " أكرم الناس أتقاهم "، قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: " فيوسف نبى الله ابن نبى الله [ابن نبى الله] (١) ابن خليل الله "، وفى غير هذا الحديث: " نبى ابن نبى ابن نبى ابن نبى " أربعاً، وفى الرواية الأخرى فى الرابعة: " ابن خليل الله " (٢) وهذا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، فهم أربعة أنبياء على نسق. وأصل الكرم الجمع وكثرة الخير، فيوسف - عليه السلام - قد جمع كل [مكارم] (٣) الأخلاق التى تفضل بها الأنبياء إلى شرف النبوة، وشرف النسب، وعلم الرؤيا وغيرها، وشرف الرئاسة فى الدنيا، وكونه على خزائن الأرض وحياطته وعمارتها بما أمر به من جمعه الطعام، وادخاره لنفقتهم، وكونه على خزائنهم وأرزاقهم.

وقوله: " عن معادن العرب تسألونى، خيارهم (٤) فى الجاهلية خيارهم (٥) فى الإسلام إذا فقهوا ": أصل الكرم - كما قدمناه -: كثرة الخير والمنفعة. والكرم: عظم [القدر] (٦)، ومنه: أرض كريمة: طيبة النبات، ونخلة كريمة: لا تخلف حملها، وناقة كريمة: غزيرة اللبن، ولذلك سموا العنب كرمًا لكثرة حمله وسهولة جباها. ومن كثر خيره ونفعه عظم قدره، فلما سئل - عليه السلام - عن أكرم الناس قدراً، وفهم النبى - عليه الصلاة والسلام - منهم العموم؛ التفت إلى الكرم (٧) الصحيح الصادق ورفعة القدر العلية بالتقوى المؤدية باتصال الرفعة الأبدية فى الآخرة فى الدرجات العلا، فقال: " أتقاهم "، ثم لما راجعوه فهم التعيين، فقال لهم: " يوسف " لتردد رفعة القدر فيه وفى آبائه فى أربعة قرون بالنبوة، التى هى غاية رفعة البشر وأرفع درجات الرفعة فى الدنيا والآخرة وكثرة الخير وجماع منافع العاجلة والآجلة، ويجمع يوسف خصال الشرف الدنيوية


(١) سقط من ح.
(٢) البخارى، ك بدء الخلق، ب أحاديث الأنبياء ٤/ ١٧٠.
(٣) من ح.
(٤) و (٥) فى ز: خياركم، والمثبت من ح والمطبوعة.
(٦) من ح.
(٧) فى ح: اللزوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>