قال القاضى: وحديث أبى طلحة مع زوجه أم سليم تقدم الكلام عليه فى كتاب الأدب. وضربها له المثل بمن أعار عارية وما فعلته دليل على علمها وفضلها وصحة إيمانها ووفور عقلها. ويقال: إن الغلام الذى مات لها هو أبو عمير صاحب النفير.
وقول النبى - عليه الصلاة والسلام -: " بارك الله لكما فى غابر ليلتكما ": أى ماضيها. وفيه إجابة دعاء النبى - عليه الصلاة والسلام - فيما ولد لهما فى ذلك الوقت فى الولد الذكور فى الحديث الذى سماه النبى - عليه الصلاة والسلام - عبد الله، وولد لعبد الله عشرة كلهم حمل عنهم العلم، منهم إسحاق بن عبد الله الفقيه شيخ مالك بن أنس، ونالهم دعاء النبى - عليه الصلاة والسلام - لهما بالبركة فى ليلتهما.
وقوله:" كان إذا أتى المدينة من سفر لا يطرقها طروقاً " هو المجىء بالليل، وقد تقدم الكلام عليه والنهى عنه.
وقوله:" فضربها المخاض ": هو طلق الولادة. ومناجاة أبى طلحة ربه فى ذلك وكراهيته تخلفه بعد النبى - عليه الصلاة والسلام - بسبب ذلك، وذهاب ما تجد امرأته حتى دخل مع النبى - عليه الصلاة والسلام - كرامة عظيمة لأبى طلحة. وبقية الحديث مضى الكلام عليه.