للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(٩) باب الدليل على صحة إسلام من حضره الموت، ما لم يشرع فى النزع، وهو الغرغرة ونسخ جواز الاستغفار للمشركين والدليل على أن من مات على الشرك فهو فى أصحاب الجحيم، ولا ينقذه من ذلك شىء من الوسائل]

٣٩ - (٢٤) وحدّثنى حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى التُّجِيبِىُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِى يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِى سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ، جَاءَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلٍ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِى أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَمِّ، قُلْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ، كَلِمَةً أَشْهَدُ لَكَ بِهَا عِنْدَ

ــ

وقوله (١) فى حديث أبى طالب: " كلمةً أشهد لك بها عند الله لقول الله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} (٢).

وشهادة النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له بذلك لو كان لطيب قلب النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعلمه بموته على الإسلام، لقوله فى شهداء أُحُدٍ: " أمَّا أنا فشهيد على هؤلاء " (٣)، وقال فى الآخَرِ: " لا أدرى ما يُحدِثُون بعدى " (٤)،


(١) لم يرد للإمام فى المعلم كلام فى هذا الحديث.
(٢) الأحزاب: ٤٥، ومعنى الآية كما ذكر الإمام ابن كثير: أى شاهدًا على الناس بأعمالهم، أو شاهداً لله بالوحدانية. تفسير القرآن العظيم ٦/ ٤٣١.
(٣) جزء حديث على غير لفظه أخرجه البخارى، وأبو داود والترمذى والنسائى وأحمد والبيهقى فى السنن الكبرى عن جابر بن عبد الله.
ولفظه عند البخارى قال: كان النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجمع بين الرجلين من قتلى أحد فى ثوب واحدٍ ثم يقولُ: " أيَّهُم أكثر أخذاً للقرآن؟ " فإذا أشير له إلى أحدهما قدَّمه فى اللحدِ، وقال. " أنا شهيدٌ على هؤلاء يوم القيامة " وأمر بدفنهم فى دمائهم ولَمْ يُغَسَّلُوا ولم يُصلَّ عليهم. ك الجنائز، ب الصلاه على الشهيد ٢/ ١١٤، ب اللحد والشق فى القبر ١٢/ ١١٧، أبو داود فى الجنائز، ب فى الشهيد يغسل ٢/ ١٧٤، وزاد فيقدمه إلى القبلة، النسائى فى الجنائز، ب ترك الصلاة على الشهداء ٤/ ٦٢، البيهقى ٤/ ١٠، ٥/ ٣٦٥.
(٤) هو كسابقه جزء حديث للشيخين وغيرهما، وهو على غير هذا اللفظ، وإنما هو " فيقال: لا تدرى ما أحدثوا بعدك ". البخارى، ك التفسير، ب سورة الأنبياء ٦/ ١٢٢، ك الرقاق، ب كيف الحشر، عن ابن عباس، وكذا الترمذى فى أبواب القيامة، ب ما جاء فى شأن الحساب والقصاص ٤/ ٦١٣، البخارى فى الرقاق ب فى الحوض ٨/ ١٤٨، الفتن ٧/ ٥٨ عن عبد الله، وهو لمسلم، عن أبى هريرة فى ك الطهارة، ب استحباب إطالة الغرة ١/ ٢١٧ بلفظ: " وهل تدرى ما أحدثوا بعدك "، وهو له فى الفضائل، ب إثبات حوض نبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصفاته، عن أم سلمة زوج النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ٤/ ١٧٩٥ وعن عبد الله ٤/ ١٧٩٦، وعن أنس =

<<  <  ج: ص:  >  >>