للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن أبى عبد الله الصورى (١) عن أبى بكر البرقانى (٢) عن الدارقطنى، إذ لم يكن غرض الحافظ أبى على فى الغالب إلا ذكر ما لم يذكُره، ولولا ذكر الإمام أبى عبد الله لأطراف مما ذكره الحافظ أبو على من ذلك لتركنا الكلام على هذا الفن فى هذا التعليق جملةً، إذ هو باب واسع والتصانيف منه كثيرة موجودة، ولاقتصرنا على الشرح (٣) والمعانى دون العلل والأسامى.

وأنا أقدم بين يدى الكلام أسانيدى فى هذا الكتاب، ليُعرف أثناءه عند اختلاف الألفاظ من نُضيفُ إليه روايةً أجدُها، والطريق إليه إن شاء الله، وهو المستعان، لا إله غيره، [ولا خير إلا خيرُه] (٤).

[ذكر أسانيدنا فى كتاب صحيح مسلم رحمه الله]

سمعت جميع الصحيح [لمسلم] (٥) [بقراءتى فى مدينة مُرسية] (٦) - حماها الله تعالى - على قاضى القضاة [الحافظ] (٧) أبى على الحسين (٨) بن محمد الصَّدَفى، ثنا به عن أبى العباس أحمد بن عمر العذرى المعروف بالدلائى (٩)، وسمعت جميعه


= الصدفى. " ما رأيت مثل أبى الوليد الباجى"، مات بالمريَّة سنة سبع وسبعين وأربعمائة. سير ١٨/ ٥٣٥.
(١) هو الإمام الحافظ البارع، الأوحد، الحجة، أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن على بن محمد بن رُحيم، الشامى، الساحلى، الصورى، أحد الأعلام، سمع عبد الغنى بن سعيد المصرى، وصحبه وتخرج به. حدث عنه شيخه عبد الغنى، وأبو بكر الخطيب. قال فيه الخطيب: كان الصورى من أحرص الناس على الحديث، وأكثرهم كَتْباً له، وأحسنهم معرفةً به، لم يقدم علينا أحد أفهم منه لعلم الحديث، وكان مع كثرة طلبه صعب المذهب فى الأخذ، ربما كرر الحديث الواحد على شيخه مرات. كان صدوقاً كتب عنى وكتبت عنه. وقال الباجى: الصورى أحفظ من رأيناه.
قال أبو طاهر السَّلفى: " كتب الصورىُّ " صحيح البخارى " فى سبعة أطباق من الورق البغدادى، ولم يكن له سوى عين واحدة "، مات فى جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين وأربعمائة. تاريخ بغداد ٣/ ١٠٣، سير ١٧/ ٦٢٧.
(٢) هو الإمام العلامة الفقيه الحافظ الثبت، شيح الفقهاء والمحدثين أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الخوارزمى، الشافعى، صاحب التصانيف. سمع من الإسماعيلى وأبى بكر القطيعى، وأبى أحمد الحاكم، والحافظ عبد الغنى. حدث عنه الصورى، وأبو بكر البيهقى، والخطيب، وعدد كثير.
قال الخطيب. كان البرقانى ثقةً، ورعاً، ثبتاً، فهماً، لم نر فى شيوخنا أثبت منه، صنَّفَ " مسنداً " ضمَّنه ما اشتمل عليه صحيح البخارى ومسلم، وجمع حديث سفيان الثورى، وأيوب، وشعبة، وعبيد الله بن عمر، وعبد الملك بن عمير، وبيان بن بشر، ومطر الوراق، وغيرهم، ولم يقطع التصنيف إلى حين وفاته، ومات وهو يجمع حديث مسعر، وكان حريصاً على العلم. ولد سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، وسكن بغداد، وبها مات فى أول رجب سنة خمس وعشرين وأربعمائة. تاريخ بغداد ٤/ ٣٧٣، طبقات الشافعية للسبكى ٤/ ٤٧، طبقات الإسنوى ١/ ٢٣١، سير ١٧/ ٤٦٤.
(٣) فى الأصل: الشروح.
(٤) سقط من الأصل، والمثبت من ت.
(٥) من ت.
(٦) فى ت: يقرأ بجامع مُرسية.
(٧) من ت.
(٨) فى ت: حسن، والصواب ما أثبتناه.
(٩) فى الأصل: الولابى، والمثبت من ت، وهو الموافق لما فى الغنية. =

<<  <  ج: ص:  >  >>