(٢) ومستندهم فى ذلك ما أخرجه ابن أبى شيبة وابن عبد البر عن عمر بن الخطاب أنه كان لا يتم التكبير، وقد كان عمر بن عبد العزيز والقاسم بن محمد وسالم بن عبد الله وسعيد بن جبير لا يتمون. المصنف ١/ ٢٤٠، التمهيد ٩/ ١٦٨. وقد أخرج أبو داود عن عبد الرحمن بن أبزى أنه صلى خلف النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكان لا يكبر إذا خفض - يعنى بين السجدتين. وعلى ذلك قال إسحاق بن راهويه: نقصان التكبير هو إذا انحط إلى السجود فقط. قلت: وهذا معارض لحديث الباب وغيره منِ الأحاديث الصحيحة، والتى منها حديث مطرف بن الشخير قال: صلَّيتُ أنا وعمران بن حصين خلف علىَّ بن أبى طالبٍ، فكان إذا سَجَدَ كبَّر، وإذا رَفَعَ رأسه كبَّر، وإذا رَفع من الركعتين كَبَّرَ، فلما قضى الصلاة وانصرفنا أخذ عمران بيدى، فقال لى: أذْكرَنى هذا صلاة محمد عليه السلام. البخارى فى الصلاة، ب إتمام التكبير فى السجود. قال أبو عمر. وهذا كله يدلَّ على أن التكبير فى الخفض. والرفع لم يكن مستعملاً عندهم، ولا ظاهرًا فيهم، ولا مشهورًا من فعلهم فى صلاتهم، ولو كان ذلك ما كان أبو هريرة يفعله ويقول: إنَّه أشبههم صلاةً برسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. الاستذكار ٤/ ١١٦. (٣) وكان ابن القاسم يقول: من أسقط من التكبير فى الصلاة ثلاث تكبيرات فما فوقها سجد للسهو قبل السلام، فإن لم يسجد بطلت صلاته. التمهيد ٩/ ١٨٤.