للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْم} (١): وقول الصحابة فيها لما أنزلت لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وأينا لم يظلم نفسه" يدل بظاهره عند بعض أهل الأصول على أنهم كانوا يقولون بالعموم، لأن الظلم عندهم يعم الكفر وغيره، فلهذا أشفقوا، قال القاضى: " الظلم فى كلام العرب وضع شىء فى غير موضعه، وقد يقع الظلم بمعنى النقص، وقد قيل ذلك فى قوله تعالى: {وَمَا ظَلَمُونَا} (٢) " ثم قال: " وليس يظهر لى فى هذا الحديث حجة للعموم " (٣) إلخ. ولما مال إلى تفسير مسلم لبعض ألفاظ حديث الفتن " كالكوز مجخياً " وقال: وقع تفسير ذلك فى كتاب مسلم، فال القاضى: " ما وقع من التفسير فى (الأم) مما ذكره مسلم، فى بعضه تلفيق، وفى بعضه تصحيف " (٤).

١٩ - حيث يقدم المعلم الحديث عن السند فى الشرح والبيان، فإن " الإكمال " يؤخره.

٢٠ - حرصَ على ترتيب مسائل " المعلم " وفق ترتيب الصحيح لمسلم، فتراه يقول حين يجد الإمام قدّم حديثاً فى التعرض له عن غيره: " وليس هذا بموضعه " (٥).

٢١ - يعمد إلى إسناد المعانى المستنبطة إلى أول قائل لها، مثل قوله: " وحكى لنا بعض شيوخنا عن القاضى أبى الوليد الوقشى، وكان أكثر اعتناءً بأمثال هذه الألفاظ المشكلة ... إلخ " (٦).

[مزايا كتاب " المعلم "]

١ - توارد المعلم والإكمال على تصحيح ما وقع فى بعض النسخ وروايات مسلم فى الصحيح، فالنسخة التى اعتمد عليها الإمام غير النسخة التى اعتمد عليها القاضى.

ففى الحديث الذى أخرجه مسلم فى تفسير صفة المسح حيث جاء إسناده: روى الليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة عن ابن هرمز عن عمير مولى ابن عباس، أنه سمعه يقول: " أقبلت أنا وعبد الرحمن بن يسار مولى ميمونة حتى دخلنا على أبى الجهم ... ".

قال الإمام المازرى: كذا وقع عند الجلودى والكسائى وابن ماهان، وهو خطأ والمحفوظ: " أقبلتُ أنا وعبد الله بن يسار "، وهكذا رواه البخارى عن ابن بكير عن الليث، وذكره مسلم هنا مقطوعاً.


(١) الأنعام: ٨٢.
(٢) البقرة: ٥٧.
(٣) إكمال، لوحة ٣٣/ أ.
(٤) إكمال، لوحة ٣٦/ ب.
(٥) إكمال، لوحة ١٤/ أ.
(٦) إكمال، لوحة ٤٢/ ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>