للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(٦٦) باب ذهاب الإيمان آخر الزمان]

٢٣٤ - (١٤٨) حدّثنى زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُقَالَ فِى الأَرْضِ: اللهُ، اللهُ ".

حدّثنا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى أَحَدٍ يَقُولُ: اللهُ، اللهُ ".

ــ

وقوله: " لا تقوم الساعة حتى لا يقال فى الأرض: الله الله (١) " وفى حديث آخر: " على أحد يقولُ: اللهُ الله " كذا لجماعة شيوخنا، ولابن أبى جعفر: " يقول: لا إله إلا الله "، هو إشارة إلى معنى ما فى الحديث الآخر: أنها لا تقوم إلا على شرار الخلق وحثالتُهم وأن الله يتوفى المؤمنين قبل قيامها ويُرسل ريحاً من اليمن لقبض أرواحهم. ولا يخالف هذا قوله فى الحديث الآخر: " لا يزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق إلى يوم القيامة، وإن هؤلاء مِمَّن يقاتلون الدجال ويجتمعون بعيسى عليه السلام " لا يزال هذه الطائفة على الصفة التى وصفها به إلى أن يقبضهم الله فيمن يقبض من المؤمنين قرب الساعة وإذا أظهرت أشراطها فقد حان يومها وقرب وقتها (٢).


(١) هى بالنصب على التحذير بفعل لا يظهر لنيابة التكرار عنه، ولذا فإنه إذا لم يكرروا الاسم يظهرون الفعل فيقولون: احذر الله، وقيدها بعضهم على الابتداء ورفع الخبر.
(٢) جاء فى المرقاة: ومن هذا الحديث يُعرف أن بقاء العالم ببركة العلماء العاملين، والعباد الصالحين، وعموم المؤمنين، وهو المراد بما قاله الطيبى رحمه الله: معنى " حتى لا يقال ": حتى لا يذكر اسم الله، ولا يعبد، وإليه ينظر قوله تعالى: {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً} [آل عمران: ١٩١] يعنى ما خلقته خلقاً باطلاً بغير حكمة، بل خلقته لأذكر وأعْبَد، فإذا لم يذكر ولم يُعبد فبالحرى أن يُخرَّب وتقوم الساعة. راجع: فتح الملهم ١/ ١٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>