وقول القائل:" لو أدركت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاتلت معه وأبليت ": أى بالغت فى امتحانها فى نصرته وأغْنَيْت. وقول حذيفة له:" أنت كنت تفعل ذلك؟ " كأنه فهم منه أنه قام بباله أنه كان يفعل أكثر مما كانت تفعله الصحابة، ويأتى بأبلغ مما أتوه، ثم أخبره بخبره ليلة الأحزاب. والقُر، بضم القاف: البرد، وكذلك قوله بعد ذلك:" قررت ".
قال الإمام: أى أصابنى القر، يقال: قُرَّ الإنسان قراً.
وقوله:" لا تذعرهم علىّ ": أى لا تفزعهم.
قال القاضى: ولشدته لم يجبه أحد حين دعا من يأتيه بخبرهم، وتواكل الناس بعضهم لبعض لعله يكفى، فلما عينه النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالدعوة وجبت عليه الإجابة. ومعنى قوله:" لا تذعرهم علىَّ " هنا عندى: أى لا تفزعهم على، كأنه - والله أعلم - خاف ما يصيبه هو من ذلك إن حرك عليهم ما يدعوهم، فيتحسسمون له، فيأخذونه، فيعود ذلك على النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقتل عَيْنِه وَرَسُوله - والله أعلم. واما تنفيرهم مما يُخَاف منه وهو كان المطلوب.