للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بسم الله الرحمن الرحيم

[٤ - كتاب الصلاة]

(١) باب بدء الأَذان

١ - (٣٧٧) حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الحَنْظَلِىُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ. ح وَحَدَّثَنَا

ــ

كتاب الصلاة

اختلف فى اشتقاق اسمِها مِمَّ هو؟ فقيل: من الدعاء الذى تشتمل عليه، وهو قول أكثر أهل العربية والفقهاء، وتسمية الدعاء صلاة معروف فى كلام العرب، وقيل: لأنها ثانية الشهادتين وتاليتهما كالمُصَلى من السابق فى الحلبة (١)، وقيل: بل لأنه مُتتبع فعل النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كالمُصَلِّى مع السابق، ولعل هذا فى أول شرع الصلاة وائتمامهم فيها بالنبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لكن هذا يضعف فى تسميتها فى حقه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو السابق، وقيل: بل هو من الصَّلوَين (٢)، وهما عِرقان مع الرِّدف، وقيل: عظمان ينحنيان فى الركوع والسجود، قالوا: وبه سُمى المَصلى من الخيل؛ لأن أنفه يأتى مُلاصقاً صِلَوى السابق، قالوا: ومنه كُتب بالواو فى المصحف، وقيل: بل من الرحمة وتسميتها بذلك معروف فى كلام العرب (٣)، ومنه: صلاة الله على عباده، أى رحمته، وقيل: أصلها الإقبال على الشىء، تقرباً إليه، وقيل: معناها: اللزوم، من قولهم: صَلِيَ بالنار، وقيل: الاستقامة من قولهم: صَليْتُ العودَ على النار إذا قوَّمته (٤)، والصلاة تقيم العبد على طاعة ربه، قال الله تعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَر} (٥)، وقيل: لأنها صِلة بين العبد وربه (٦)، ثم تشعبت مذاهب المتكلمين والنظار من الفقهاء فى هذه الأسماء المستعملة فى الشرعيات كالصلاة والزكاة والصيام والحج وشبهها، هل هى منقولةٌ عن موضوعها فى اللغة رأساً؟ وهذا بعيد ومؤدٍ


(١) اعترض عليه بأنه اشتقاق من الفروع.
(٢) قالوا: لا يصح؛ لأنه اشتقاق من الجوامد. إكمال ٢/ ١٣٠.
(٣) حيث قالت فى العظمين السابقين: إنهما لا ينحنيان إِلا لعظيم أو ليتيم، ومن الانحناء لليتيم أخذت معنى الرحمة.
(٤) لا يصحُّ اشتقاقها من هذا؛ لأن صليت من ذوات الياء، والصلاة من ذوات الواو.
(٥) العنكبوت: ٤٥.
(٦) لا يصحُّ اشتقاقها من هذا أيضاً؛ لأن الصلة معتلة الفاء؛ لأنها مصدر وصل، والصلاة معتلة اللام.

<<  <  ج: ص:  >  >>